حين نخضع الصمت لهندسة مخدومة ، فانها تتغيى اهدافا غير بريئة وتؤسس للانا على حساب الكل ،لايهمها ان كانت سياستها تخلف وراءها ضحايا ،المهم انها ضامنة لعيش ،لكنه غير مريح ومطمئن. تتوجس من كل رد فعل لكنها متواطئة مع الوضع بالصمت. شاهدة زور على الاحداث ومستعدة لخدمة اجندات خارجية. حريصة على بقائها لتؤدي خدمة للاخر لا الى المؤسسة .
في المسار الواضح الذي تتباين فيه المواقف وتمارس فيه المعارضة الداخلية البناءة من خلال القوة الاقتراحية ومساعدة القيادة حتى تستنفذ كل امكاناتها وفرصها لبلوغ الاهداف المسطرة وتوجيه النقذ وكذا النصح بكل جراة. دون تكييف للمواقف حسب ما سنكسبه اوما سنخسره في مسار التصحيح بتفاعل ايجابي ومحايد ،صحيح في كثير من الاحيان يطرح الانسان بكل موضوعية وشفافية على نفسه سؤالا مصيريا بحكم المهمة والمسؤوليةوهذا امر ضروري وطبيعي لااحد ينكره :
ماذا سيكسب من مسار معين كشخص لا كمؤسسة ؟
وهذا من حقه وهنا لا احدد نوع الاستفادة لكن حري بنا ان نوضح امرين بارزين :
الاول : هناك من يرى تحقيق هدفه ضمن اهداف المؤسسة ونجاحه ضمن نجاحاتها وهذا مشروع لا اظن احدا يختلف حوله. مادام المعني بمجهوداته حقق هذا الهدف. بشكل اندماجي ضمن اهداف اخرى للغير حيث نلتق في النهاية وقد حققنا اهدافا فردية واخرى مشتركة جماعية. وهذا مايسمى في اعراف التدبير المعقلن بالحكامة والنجاعة وهو شعور جماعي ونشوة انجاز ضمن المجموعة.
الثاني : اوالاخر يرى ان تحقيق نجاحه لوحده بغض النظر عن المؤسسة تنجح ام تفشل، المهم انه مستمر في الوجود التنظيمي مهما كانت النتائج. وهذا الذي نختلف حوله لانه اذا كانت مؤسسة تحترم نفسها لايليق بها الحفاظ على مثل هذه النماذج التي تقتل كل مقومات البقاء. الذي يبنى نجاحه على الاخر كمن يغتال ويصفي كل فرص النجاح الجماعية . وهذه لوحدها لا يكفلها لا قانون شرعي ولا تحليل موضوعي انما هي نزوات كثيرا ماتفشل وتهدم كل بناء باقي. السؤال القفل المثير في هذا المقال وبصراحة.
لماذا الساقطون من المواقع لم يكشفوا لنا اوراقهم قبل لحظة الفشل. فيخرجون من العتمة مدعين انهم يملكون لوحدهم دون غيرهم حقيقة ماجرى ،وانهم لوحدهم من يمتلكون تزكية الشرعية او اسقاطها.
هل من حقنا رهن مؤسسة في قبضة شخص او مجموعة مادامت الديمقراطية لم تنصفهم ؟
لا احد يملك الحقيقة لوحده ،كما ان المنظمة المرهونة في قبضة فرد او مجموعة ضيقة لا تستحق الوجود وان وجدت فعمرها محدود بل مهددة في كل وقت بالاندثار بعد التشكيك والتفكيك. ولهذا كله لايقبل من المنتفض لانصح ولاراي في لحظة متاخرة بعد فوات الاوان وبعد صمت طويل لان مايهم ليس مايقول اللحظة لكن ان يجيب على السؤال التالي :
لماذا سكت ظهرا فنطق كفرا وهو جحود لمرحلة كان مشاركا فيها بالصمت ان لم نقل بالتواطؤ وهي جريمة افظع من كل مواجهة قد تبدو عنيفة او صادمة لكنها في عمقها صادقة صريحة وهي التي تقوي بنيان المؤسسات التي تحترم نفسها اما الذين ينتقضون في الوقت الميت ،بعد فوات الاوان انما ينتصرون لذواتهم وضياع فرص ذاتية لاغير والتي فضحها امتحان الديمقراطية منذ اول وهلة واهم من يراهن عليهم فهو ضياع في ضياع .
ذ ادريس المغلشي.