آخر الأخبار

سمير أمين المفكر السياسي و الاقتصادي الماركسي

ع الغني القباج

سمير أمين الماركسي الأكثر التزاما بماركسية ماركس ، والذي أكد في كتابه “فائض القيمة المعلومة” أنه ينطلق في أبحاثه ودراساته الاقتصادية والسياسية من حيث انتهى ماركس.. لتحليل ووعي ملموس لواقع اليوم عالميا ومحليا وآفاق تجاوز ثوري للرأسمالية وممارسة صيرورة الانتقال إلى الاشتراكية..

بوفاة المناضل المفكر السياسي والاقتصادي الماركسي، سمير أمين، فقدت الإنسانية وخصوصا البروليتاريا العالمية و الطبقات الشعبية مناضلا كرس حياته كلها لمناهضة الرأسمالية العالمية و استغلالها الطبقي للبروليتاريا و لشعوب العالم .. وسيستمر إبداعه النظري و نضاله السياسي وقوة تحليلاته النقدية تلاحق وتناهض قوى الرأسمالية المعولمة وقوى الكمبرادورية و الإيديولوجية الدينية والإسلام السياسي …

بلور نظرية ثورة شعوب ما يسمى “العالم الثالث” بداية من نظرية “تطور التخلف” (le développement du sous-developpment) بسبب سيطرة الرأسمالية الامبريالية المتمثلة في الثالوث “أمريكا… أروبا.. اليابان”.. وبسبب خضوع أنظمة التبعية في “العالم الثالث” للامبريالية الرأسمالية .. لذلك طرح أن تحرر شعوب العالم يفرض فك ارتباط بلدانها وتحررها من هذا الخضوع.. وهي نظرية المركز الرأسمالي الإمبريالي والأطراف الرأسمالية المتخلفةالتبعية .. واعتبر أن مهام الثورة الأممية ضد الرأسمالية المعولمة أصبح مركزها مرحليا البروليتاريا و الطبقات الشعبية في “العالم الثالث”…
و بالتالي انتقد جذريا حركة التحرر الوطني في بلدان ما يسمى “العالم الثالث” .. انتقد انحراف حركة مناهضة العولمة (altermondialiste) لكونها لا تطرح بديلا جذريا الرأسمالية المعولمة…
وفي إحدى مقالاته في بداية التسعينات تنبأ بثورة شعوب المحيط الرأسمالي التي بدأت مؤشراتها مع الثورات العفوية للشعوب المغاربية و العربية ….
منذ بداية سبعينات القرن الماضي بلور هو و صديقه أندري كوندر فرانك نظرية المركز الرأسمالي و المحيط.. كانت له رؤية ماركسية نقدية يطرح من خلالها ضرورة الانطلاق من حيث انتهى ماركس لتحليل نقدي جديد الرأسمالية المعولمة.. يأخذ بالاعتبار التطور العلمي و التكنولوجي والثقافي الذي حققته الإنسانية…
انتقد سياسة وواقع الاتحاد السوفياتي سابقا و لم يتردد في بلورة موقفه من واقع الصين اليوم.. يعتبر أن الرأسمالية دخلت مرحلة أزمة متواصلة منذ سنة 1973 واعتبر هو وعدة اقتصاديين يساريين أن أزمة الرأسمالية سنة 2007 – 2008   بداية مرحلة انهيارها في العقود المقبلة . وانتقد الاشتراكيين اليساريين الذين يطرحون قضايا المرأة و الثقافة و الاثنية بمعزل عن الصراع الطبقي السياسي و النظري… ويطرح أن البديل الاشتراكي هو البديل الوحيد لإنقاذ البشرية من التدمير الرأسمالي للحياة فوق الأرض.. ورفع شعار “الاشتراكية” لمواجهة الهمجية.
وألف كتاب “فائض القيمة المعولمة” الذي يعتبره استمرارا للتحليل النقدي للرأسمالية الذي بلوره ماركس في كتاب “رأسمال”.