سوق الألقاب هذه الأيام صار يعج بصنوف والوان من التوصيفات والنعوت ..كل متسوق يملأ منه قفته حسب رغبته وشهوته ، ورُؤاه وهواه ، فنجد فريقا يصف حزبه وأنصاره بالزعماء ، والأنقياء والنبهاء، واخرون يصفون رجالهم بالشرفاء والاتقياء والاوفياء ، وفريق يخاصم الكل فيكتال لهم قناطر مقنطرة من القدح والتجريح والشتم، فيصفهم بالبلداء والدخلاء والعملاء والأشقياء والأغبياء…
واستنتجت أن الجامع والمشترك بين كل هذه الصفات والنعوت ( زعماء / دخلاء / أوفياء / بلداء …) هي الهمزة ، وهذه الهمزة قد تكون هي لُب ّوجوهر الصراع الحقيقي بين الفرق المتنابزة ، فكل يسعى بقوة الى (همزته) دفاعا او إنكارا ، أخذا أو حجبا .
والحقيقة انه لو كان عند هؤلاء الادعياء بقية من بصر ونظر، لوقفوا وتأملوا الى ما آلت اليه (همزة) الفقراء والضعفاء والابرياء ، والتى سرقها واقتسمها حفنة من الاثرياء والاغنياء ، ورصعوا بها دورهم وقصورهم ، وبددوها على الملذات والأهواء، ..وجعلوا من ثروة الوطن (همزة) تستباح بمجرد (غمزة) .
فأي خير يرجى، بعد ُ، من هؤلاء الأدعياء.؟؟!!
محمد خلوقي