لا زالت بعض المظاهر المجتمعية الشادة، التي تصنف في خانة التخلف ، ملازمة لكل مناسبه دينية يحتفل بها الشعب المغربي خصوصاً عيدي الفطر والأضحى المباركين
وبدون أدنى شك فإن الشارع المحادي لسوق برج الزيتون النمودجي المتفرع عن شارع الإمام مسلم بحي المحاميد يعد مرتعا خصبا وفضاء مناسبا تحلق فيه فيروسات وطفيليات التخلف وانعدام الضمير بشتى أنواعها لتتسلل بكل سهولة وانسيابية إلى فكر ووجدان الباعة المتجولين لتكرس لديهم عقيدة غير قابلة للنقاش ولا للتأويل وهي قناعة : أنا ومن بعدي الطوفان .
فكيف نفسر إذن إقدام كل الباعة المتجولين الذين يعتاشون من محيط سوق برج الزيتون النمودجي على ترك متاريس من الأزبال ومخلفات مبيعاتهم وسط الشارع العام صباح عيد الأضحى المبارك ؟
وكيف نفسر كذلك سلوك المواطنات والمواطنين بالتبضع من الباعة الموجودين بالشارع العام وترك السوق النمودجي الذي بني بأموال ضرائبهم بعدما طالبوا به لمدة طويلة وترافع عنه ممثلوهم داخل المجالس البلدية المتعاقبة من أجل بنائه وفي نفس الوقت يطالبون بتحرير الملك العام ونظافته ؟
أسئلة كثيرة ومحرجة تسائل ضمير كل واحد منا باسمه وصفته ومسؤوليته ، وتضعنا في قفص الإتهام أمام محكمة الضمير الوطني بتهم كثيرة وثقيلة لعل أبرزها هو التخلف المجتمعي وانعدام المواطنة وتشويه المرفق العام.
ويبدو أن مجهودات السلطة المحلية من خلال حملاتها بين الفينة والأخرى لمحاربة هذه الظواهر كذاك الذي يصرخ في واد غير ذي زرع.
وحيث أن هذه الحملات غير كافية للحد من هذه المظاهر باعتبار المسؤولية المشتركة ، فإن كل الأطراف التي لها صلة من بعيد أو قريب باتت ملزمة لفتح نقاشات عمومية تستهدف على الأقل الحد من انتشار هذه الظواهر التي تخدش سمعة البلاد وتضر بالعباد .