آخر الأخبار

شدوا الحزام….

شدوا الحزام…!
فما اشقى ان تمد عينيك في احتياج لنعمة غيرك…!
لكم الف ليلة باذخة تملا الخيال . ولنا ليلة بؤس شديد على وقع الصدى والجوع. ليلة يتيمة ووحيدة .

في زمن الريع السياسي الفادح والفاضح ،يتطاول السراق على استفزازنا بكل المشاهد التي تجسد مدى الخلل القيمي الذي اصاب جسد الوطن حيث وصلنا الى درجة من الحقارة لمستوى تتزامن فيها كل انواع الفوارق في نفس الان ،
بطل يرمي ميداليته في مياه البحر وهو يغادر البلد قسرا وام عاجزة عن علاج زوجها المقعد بعدما طلب منها مبلغ مالي يفوق الطاقة . وغيرها من المشاهد التي تدعو للتامل وسط لغط سياسي لاطائل منه مادام المفعول به السياسي في كل لحظة لاتثر حفيظته هذه الصور كما لاتستفزه مقاطع من فيديو مشاهده تفوق الخيال .
” فكل من شاهد مقاطع فيديو لعرس نجل السياسي المقام في مسافة شاسعة خضراء وقد استنبتت في عشبها مصابيح منتشرة هنا وهناك ، والوان زاهية تتناوب على ظلمة الليل لتبدد سواده. وانت تدخل من البوابة الرئيسية عند مدخلها تستقبلك الاهازيج والفولكلور من كل ذوق وصنف. الاقامة تحتضن الكل ومساحتها من الهكتارات بها من انواع الاشجار ما تجيب على اسئلة كل فضولي اطلق العنان للخيال كي يطوف في جنباتها وهو يشتم خليطا من العطور الغالية الثمن ويستقبلك البهو الشاسع وقداصطف به من الخدم والحشم ما لاعين رات ولا اذن سمعت. طاولات كانها مساحات للركض السريع وقد وضعت عليها اصناف من الحلوى الراقية في الشكل والسهلة في الهضم والغالية الثمن. اما العصائر فحدث ولا حرج. يتوسطها كؤوس من الشاي المغربي الاصيل المنعنع وقهوة البرازيل المعتقة. اما الماكولات فجرت العادة المغربية ان تبدا بانواع من البسطيلة التي يصعب عدها والخرفان المشواة على افرنة فاقت التوقع مع اختتام الوجبة بمالذ وطاب من فواكه منها ماهو معروف بالاسم ومنها مايحتاج لمعجم لفك رموز اسمه المجهول. وكل هذه النعم على انغام المطرب الشعبي الذي اثر ان ياخذ بيد اب العريس ويراقصه في حلقة ضيقة على نغمة كلها حيوية وحركة تجسد وفاء الاب لابنه قائلا له :” انني قمت بمايلزم اتجاهك وقد ابرات ذمتي يابني”
يطوف بالحلقة وهو يقلد المطرب في انضباط وابتسامة عريضة. وبكل حركة وحيوية ونشاط ،وان الرجل مهما تقدم في السن فلازال يحتفظ برشاقته. ”
مشهد مقتضب من عرس ابن سياسي وهو يزفه في حفل فاق الاسطورة والخيال. قد يقول قائل :
“هذا ماله وتلك حياته يفعل فيها مايشاء ”
نعم نحن لانتدخل في الامور الشخصية للناس لكن من الامور المستفزة في بلدنا العزيز ان تشاهد مقاطع ،تثير الغثيان كما تثير سؤالا محوريا ترفعه كل الهيئات السياسية لكن يبدوانه شعار لدغدغة مشاعر الغلابة والضحايا الذين يعتقدون ان السياسة التزام واخلاق .
ان السؤال الذي نحن بصدده يقتضي الكشف بالوثائق عن ممتلكات كل واحد يشتغل بالسياسة لكن عوض فعل ذلك فهم يتناوبون علينا في التظاهر بالترف الزائد وكشف كل وسائلهم المقيتة في استفزاز مشاعرنا ببذخ واسراف وسفه قل نظيره وبالتالي تبقى لازمة :
من اين لك هذا ؟
شعارا لاقيمة في مجتمع يتناوب فيه سراق الوطن على استغلال مقدراته ونحن لانملك سوى دور المتفرج.
فشدوا الحزام…!
حتى ينعم ابناء الاعيان والفشوش بمالذ وطاب.
فما اشقى ان تمد عينيك في احتياج لنعم غيرك …!
ذ ادريس المغلشي