عبد الواحد الطالبي
ليس يهم في الشريط الصوتي المسرب لرئيس فريق برلماني في مجلس النواب، مضمون الشريط في ما يتعلق بالحياة الشخصية للمعنية به والمتهمة حسب منطوق رئيس الفريق بالدعارة والبغاء، قدر أهمية الانكشاف البين لواقع الممارسة السياسية والحزبية في بلادنا التي تشق الطريق الى مؤسسات التمثيل النيابي والجماعي من غرف النوم.
ويستوقف في الشريط الكيفية التي تتم بها صناعة شخصيات القرار السياسي والإداري، والبلوغ بهم لمواقع المسؤولية في المؤسسات الدستورية، ثم الصعود إلى الهاوية.
ورفع الشريط الحياة السياسية المغربية الى مستوى غير مسبوق في درجات الإسفاف والابتذال أزرى بالسلوكات المشينة المشهودة في الممارسة الحزبية والتمثيلية ببلادنا مما يتعارض مع قيم النضال ومبادئ الديمقراطية المنشودة…
وتبين بلا غبش أن الصفات تتم صناعتها بدم البكارة وان حديث الوسادة يبث من على منابر الخطابة، وأن القيادة كذبة كبيرة والقائد كلب لسانه مدلوق وفريسته سكرى بكأس الشطح والنشوة حد الثمالة.
لم يعد لأي أحد بعدما سمع الذي سمع، أن يبرر على غرار ما سلف كونه حالة معزولة في المشهد السياسي الوطني أو له أشباه ونظائر في ديمقراطيات عريقة، فالمسموع صك اتهام صريح بالسرقة الموصوفة لتضحيات المناضلين الذين لم تنصفهم القيادة لتمثيل أحزابهم في المجالس والمؤسسات وتقديمهم لما يستحقون؛
والمسموع مدان إدانة صارخة لإذلال البرلمان والمؤسسات التمثيلية بإكساب العضوية فيها للباحثات عن الهوى بائعاته على الطوار…
والمسموع الذي كشف بوضوح مستوى قائله، حكم بالدناءة والانحطاط في سلوك كل من المتكلم والمسجل والباث ومعهم آخرون جميعهم أراذل القوم مهما علت رتبهم وارتفعت درجاتهم وعلت صفاتهم…
ولا أسف في كل ذلك سوى للتبجح ببطولة مزعومة قادت بائعة هوى من على الطوار في وجدة معدمة حافية عارية على فراش السفح والسفك، إلى منصة البرلمان لتصير الذاعرة البغية ممثلة للأمة وليتها تمثل فئتها؛
ولا أسف إلا على ضمير الأمة الذي أماته الكبت الجنسي والشهوانية المقيتة لقيادة مصابة بالعنة على صهوة الفحولة الموءودة؛
ولا أسف أشد وأقوى وأكثر من الأسف على الثقة المفقودة والحلم الضائع لأجيال الشباب التي تغنت بنشيد البديل المنتظر، فكيف ينام الزعيم قرير العين وبدائله تخون الأمانة تنتهك الحرمات تستحي النساء تهتك الأعراض تأكل الجيف لحما نيئا….
وماذا عسى الأسف يفعل إزاء موت الإنسان، وماذا عسى يفعل الأسف إزاء إلقاء وطن في بركة ضحلة وماء آسن؟؟؟!!