عبد الواحد الطالبي
اعلنت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية في مراكش عن مواعيد التحاق الأطر الادارية والتربوية وهيئة التدريس بمقرات العمل وانطلاق الموسم الدراسي 2021- 2022 يوم 10 سبتمبر القادم تحت شعار ركيك الصياغة بلغة عائمة معانيها ميتة.
واختارت المديرية جملة إنشائية بعبارة فضفاضة من قاموس القرن الماضي، حاولت من خلالها استنهاض ما لا يتحلحل بالشعارات الجوفاء ولا ينبعث من جمود وسبات لصيحات في الوادي.
وكانت الجملة تكتفي بالإيجاز بلاغة في المعنى دون الحاجة إلى المبالغة في التوصيف بالمترادف من الألفاظ التي تنوب عن بعضها، فلكأنما الذين صاغوا جملة الشعار لملموا مصطلحا وكلمات وضموها في تركيب سوريالي ليجعلوه ألوكة تعكس واقع التعليم حقيقة في كينونته السوريالية كذلك…
فلم يكن مفهوما في الشعار الذي اختار له أصحابه جملة “من أجل نهضة تربوية رائدة لتحسين جودة التعليم” هذا التكتيف للأوصاف والنعوت لهدف الدخول المدرسي هذا العام في مديرية التعليم بعمالة مراكش في ظل الجائحة التي ما يزال مجهولا تأثيرها على القرارات الملازمة لتأمين المتعلمين من حالات تفشي وباء كوفيد-19 المستجد وضمان شروط السلامة الصحية والاحتراز والوقاية ضمن توصيات سلطات الرصد الوبائي على الصعيد الجهوي والوطني.
وليس من شك في النوايا الطيبة لمسؤولي المديرية ضمن الاختصاص الإداري والتربوي المفوض إليهم تدبير شؤون التعليم في عمالة مراكش، غير أن الشعار بنية لغوية ناسفة لكل يقين في صدق هذه النوايا التي لكل امرئ في عمله من بعضها شيء بأجر وتواب.
فعلى مدى عقود من التسيير في مديرية التعليم بمراكش، مايزال تجويد التعليم مجرد طموح وأمنية تستهدفه المخططات والبرامج والسياسات وتعيقه كثير من الإكراهات وتواجهه تحديات تبرر عجز كل مسؤول يعلق عليها فشله ويجعلها مشجبا.
ولن يكون ممكنا تجويد التعليم دون تخليق مرفقه الإداري والتربوي وبلا عمل وطني مسؤول وبرامج هادفة وأهداف مرسومة واضحة وبغير كفاءات مهنية وبلا تحفيز وتشجيع في ظل ثقافة الاعتراف…
وعدا ذلك مهما يتم تدبيج الشعارات من مثل ما رفعته السلفية الحديثة في القرن 19 ودعا إليه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده لإصلاح التعليم من أجل النهضة فلن يعدو سوى كلام غير قابل ان يكون ممارسة واقعية.
فعسى المدير الاقليمي يراجع شعاره ويصحح لغته ويدقق المعاني والدلالات ليتناسب المقال مع المقام بقدر الاستطاعة والإمكان من طاقة مصلحته للاصلاح والتجويد.