آخر الأخبار

شــذرات مــن قـصـيـدة

إدريس بوطور

( ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ** ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ** فاغفر عليك سلام الله يا عمر ) **************************** إنها شذرات من قصيدة موجهة الى الفاروق عمر بن الخطاب من طرف الشاعر المخضرم جرول بن أوس العبسي المشهور بلقب “الحطيئة “. وتعتبر هذه الشذرات من أجمل وأروع وأصدق الأشعار العربية التي قيلت في الاستعطاف وطلب العفو والصفح ، والتي أبكت الخليفة عمر وهو الرجل الصلب حتى ابتلت لحيته ** عاش الحطيئة قسطا من عمره في الجاهلية، وعاصر ظهور الاسلام حتى عهد الخليفة عثمان بن عفان . كان الحطيئة رجلا قصير القامة ، قبيح الوجه ، متشائما يكره كل شيء . أبدع شعره وأوقف جله لهجاء الناس واظهار عيوبهم انطلاقا من اسرته الى نفسه وشخصه . عندما ضاق الناس ذرعا بالحطيئة ولسانه السليط عبر شعره الهجائي ، اشتكوه الى الخليفة عمر بن الخطاب الذي اعتقله وألقاه في كهف عميق مظلم تحت الحراسة ، حيث عانى الأمرين من الجوع والعطش . وإذا كان شعره سببا في رميه في السجن ، فإن شعره أيضا كان سببا في الإفراج عنه عندما وصلت تلك الأبيات الاستعطافية الواردة في التقديم مسمع الخليفة /