يوسف الطالبي
ممرضون ومحامون وسككيون يرفعون دعاوى قضائية ضد إنتاجات درامية تقدمها قنوات تلفزية باعتبارها تمس بصورتهم وتبخس الدور الذي يقومون به في المجتمع!!؟؟ هذه الظاهرة تعكس مدى تطبع الوعي العام مع الاستبداد ومناهضة الحرية، لا أدافع هنا عن العرض الدرامي الذي تفسد به القنوات وقت اجتماع العائلة حول طاولة الإفطار وما بعدها، ولكن ضحالة وتفاهة تلك الأعمال لا يجب أن تكون مسوغا لدعم أي عمل يسير في اتجاه التضييق على حرية الفن وحقه في تناول جميع الظواهر سواء في المجتمع أو الدولة بالنقد، ولعل أكثر ما يصيب المرء بالدهشة هو الدعوى التي تقدم بها محامون مطالبين بوقف سلسلة تافهة تحمل عنوان “قهوة نص نص” تضم شخصية محامية أكثر ما يهمها هو الأتعاب، مبعث الدهشة أن المحامين كأفراد أو عبر هيئاتهم المختلفة كانوا أحد الشركاء الأساسيين لحركة النضال من أجل الحقوق والحريات. ثم في نهاية المطاف، دور الفن أن يتناول الواقع الاجتماعي بكل فئاته، وإذا افترضنا أنه لا يحق أن ينتقد الطبيب والمحامي والشرطي والنجار والمدرس… ترى ما سيكون موضوعه؟
ولنكون موضوعيين، قبل أن نزدري الأعمال الدرامية التلفزيونية يجب أن نتساءل عن الجهد الذي نبذله من أجل تأمين حد أدنى من الحرية للفنانين والكتاب، لكن للأسف بدل ذلك، نحن نضيف قيودا إلى القيود التي يضعها النظام.