إدريس المغلشي
انتهى حفل اولمبياد باريس وقد انفض الجمع ورجع كل وفد إلى بلده الاصلي ومنهم من غادر إلى البلد المحتضن . حري بنا ان نجلس سويا لنقدم حصيلة محطة شاركنا فيها بوفد كبير بالقياس الى دول كان حضورها محدودا وحققت عدد من الميداليات اكثر منا وبدا سؤال مهم يحاصرنا .كيف تكون المشاركة في مثل هذه المحطات التي تحكمها حصيلة النتائج في علاقتها بالرياضات التي نتفوق فيها ؟ هل نشارك من أجل الحضور وعدم ترك بعض الرياضات التي بدا أننا تخلينا عنها ولم نعد نمتلك استراتيجية حولها ؟ من قبيل الملاكمة رجال التيكواندو بعدد محترم وغيرها من الرياضات التي كان لها الفضل في التعريف بالمغرب من قبيل العاب القوى؟؟؟
كنا نأمل ان تحقق اهدافها المرسومة رغم اننا لانعرف منها سوى رفع رايتنا المغربية خفاقة بمنصات التتويج وعزف النشيد الوطني لكن الملاحظ ابتداء ان بعض المطبلين الذين يحلو لهم تمديد زمن المدح على حساب قول الحقيقة والقيام بالتشريح الضروري لكل خلل او عطب مس مؤسسة وطنية من أجل التصحيح والتمثيل المشرف وبمنطق البعض الذي يحلو له بناء وهم انجازات عابرة او منفلتة مرجعها الأساس إلى صاحبها لوحده واجتهاده الشخصي عوض ان يكون نجاحا جماعيا لمؤسسة بعينها .
شكرا لاولمبياد باريس..!
التي عرت واقعنا المأساوي في التدبير وكيف شاهدنا ان الرياضة عندنا موسمية يستطيع من خلالها ان تظهر بعض الاختلالات من قبيل وفود عائلية وطفيلية لاقيمة لها ولا وقع لها على حساب النتيجة. سألني صديقي والوفود في لحظة الافتتاح يمرون امام المنصة الرئيسية حاملين أعلام بلدانهم كيف كان العدد ، كيف تختار الجامعات النجوم وتتأهل لمثل هذه المناسبة العالمية ؟ في الحقيقة كثير منا لايضبط أسماء رؤساء الجامعات .واذا كان الانجاز ولحظة الاحتفال تعرف بجميع المكونات من خلال البطل لحظة التتويج واخذ الصور راينا كيف اختفى هؤلاء لحظة الفشل بعدما ترك بعض الابطال لمصيرهم المحتوم.بل راينا بكل وقاحة في بداية الالعاب كيف يتقاطر المسؤولون على وسائل الاعلام ليقدموا تصريحات للمنابر الصحفية الوطنية تنم عن فوضى وتداخل في الاختصاصات من قبيل ما شاهدناه وزير التربية الوطنية وهو يصر ويطمئن على ان جل المشاركين على اتم الاستعداد وتم اعدادهم بشكل جيد من أجل انتزاع الميداليات.
اين اختفى الوزير بعد هذه الحصيلة الهزيلة،بعدما خاب الظن واصبنا بانتكاسة؟
شكرا اولمبياد باريس..!
لانك قدمت لنا نموذجا للعشوائية والفوضى في الاستعداد في مثل هذه المحطات العالمية التي راينا كيف تستطيع الدول التي تحترم نفسها وشعبها قادرة على تقديم ابطال استماتوا في الدفاع عن وطنهم ورفعوا رايته خفاقة عالية وقد انتابتهم لحظة بكاءوالنشيد يعزف على المنصة. وفي المقابل لاحظنا كيف سقط ابطالنا في مضمار المنافسة كما تسقط اوراق الخريق منهزمين في اول احتكاك دون ان يظهر منهم صمود او مجرد محاولة للدفاع عن اسمائهم وعن بلدهم شكرا لأننا استطعنا ان نعرف على الاقل وهو أهم انجاز تحقق أسماء المسؤولين الفشلة واحدا واحدا بعدما قضوا سنوات عديدة دون ان يقدمواشيئا يذكر للرياضة التي ينتمون إليها ولازالوا قائمين عليها رغم الكوارث.بل هناك من اعفى مسؤولا إداريا ليبقى هو وحده جاثما على رأس الجامعة لسنين عديدة عوض المحاسبة و تقديم الاستقالة وترك الفرصة للآخرين اهل الاختصاص من أجل تجديد الدماء واعطاء فرص النجاح للآخرين . لن تجد مثل هذا التسيب سوى في المغرب. فلا حسيب ولارقيب .كل هذه الامكانات الكبيرة المرصودة للجامعات لم نستطع تحقيق سوى ذهبية يتيمة لسفيان البقالي وبرونزية كرة القدم .
شكرا اولمبياد باريس ..!
بفضلك اكتشفنا كثير من العبث في اجهزتنا التدبيرية وكثير من عديمي الكفاءة وكيف اصبحت بالمنطق العائلي ضيعات ومحميات لتحويل مقدرات الوطن إلى بقرة حلوب . وفرص للسياحة ومطية للتغطية على فشل السياسة وتلميع حذائها بعد لعقه من طرف بعض الأبواق التي اسكتها الاخفاق ولم تعد قادرة على قول الحقيقة في لحظة مكاشفة خدمة لسمعة الوطن وحماية الرياضة من المتطفلين الذين لم نحصد معهم سوى الاصفار والخيبات .