إدريس الأندلسي
لأول مرة سأقول لفخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه كان صادقا في قراءته لتاريخ بلاده بعد استقلالها. قرأت تصريحات هذا الرئيس محاولا أن افرز بين النكتة التي يتقن سردها و بين الجد الذي يجد فلتة على لسانه في بعض الأوقات. جريدة النهار القريبة من الرئاسة و الوفية لمركز القرار العسكري المرتبط عضويا بمصالح “ابي د ر س” أي مصالح المخابرات المسماة “بعبلة” من طرف الحقوقيين الجزائريين و التي لها امتدادات غير خفية مع القضاة في مختلف درجات التقاضي. رئيس المخابرات الذي يعتبر صاحب القرار أو من يسمى ” برب الدزاير ” سيضحك كثيرا حين سيسمع تبون يتكلم عن عزمه على إنهاء ” كل الدسائس و المكائد ” و هذه العمليات كانت وراءها دولة. و هذه الدولة لها إسم و مؤسسات و حدود و خطاب و إعلام و لم نسمع أبدا أنها دولة ” دسائس و مكائد “.
هذا الرئيس “مجدوب” لأن الحقيقة تخرج من فمه في لحظات الفرج و لحظات التجلي. قد يكون وجوده على رأس الدولة فلتة من فلتات التاريخ، وقد يصبح ممن قالوا الحق و غامروا بحياتهم من أجله. الرجل شجاع بكل المقاييس و له خط للسير في إتجاه قتل قواعد لعبة جعلت من ” الدسائس و المكائد ” قاعدة لتدبير الشأن العام في كل المجالات. لن نزايد على عبد المجيد تبون و يجب علينا أن نسانده في سعيه في كسر أجنحة في السلطة كان همها و لا زال العمل على طمس تاريخ الجزائر و شعبها بشبابه و أطفاله و كهوله و شيبه من خلال ” الدسائس و المكائد “.
ولكل ما سبق يجب دعم تبون لكي يكشف على المستور على ستين عاما من الدسائس و المكائد، و لكي يفضح كل الممارسات التي راح ضحيتها آلاف من المواطنين الجزائريين خلال العشرية السوداء و التي أكدت التقارير و الشهادات أنها كانت بفعل فاعل من داخل أجهزة أمنية اطرت و مولت و قامت بارتكاب مجازر في حق الشعب.
نعم أيها الرئيس الشجاع، يجب أن تستمر في فضح كل من كان يشتغل في الظلام لحبك المكائد و الدسائس. نعم نقدر عزمك على اخطار المواجهة و نخاف أن تلقى ما لقيه سلفك بوضياف. الذين تنعتهم بصناع المكائد و الدسائس هم من اوصلوك إلى الرئاسة و قد أصبحوا أقل ثقة فيك. مصالحهم كبيرة و طموحاتهم أكبر و قدرتهم على ايذاءك و ايذاء كل الجزائريين قوية و ظاهرة. نعرف أن أغلبية الشعب الجزائري مع الوحدة الترابية للمغرب و أن كل الأحزاب و المؤسسات لا تريد إلا مغربا كبيرا بعيدا عن التجزئة و وفيا لوحدة مكوناته.
كثيرة هي الأقلام و الأصوات التي تتغنى بقوة الدبلوماسية الجزائرية و كلها لا تشير إلى أثر هذه القوة على اقتصاد الجزائر و نماء قدرات الشعب و تنوع الإقتصاد و الحضور في الأسواق القارية و الدولية. اقتصاد الجزائر لا زال متوقفا عند مرحلة الإعتماد على تصدير منتجات طاقية لا غير. اقتصاد الجزائر لا يزال سجين الاستيراد رغم سعة الأراضي المنتجة التي تحتاج إلى سياسات قطاعية و ليس إلى سياسة تم بناؤها لكي تعمق التبعية للخارج. و لإخبار السيد تبون وجب التوضيح أن المغرب الذي يصدر الفوسفاط و السيارات و المواد الفلاحية توجد لديه احتياطات من العملات الأجنبية في مستوى الجزائر. و للعلم، فإن سوق الغاز و البترول قد تميزت بغلاء في الأسعار انعشت خزينة الكثير من الدول. و لكن دار لقمان لا زالت على حالها.
المشكل حقيقي و يتطلب، كما قال تبون، القضاء على اؤلئك الذين استفادوا من عشرات السنين من المكائد و الدسائس. هؤلاء هم من خلقوا البوليساريو و سخروا كل أموال الشعب الجزائري لكي يظل معاديا للمغرب. و الادهى أن ملايير الخزينة الجزائرية تم استغلالها في تسمين الانفصاليين و في استغلال سجن تندوف الكبير لتبييض الأموال. و قد وقفت شرطة الإتحاد الأوروبي على السرقات التي طالت المساعدات للمخيمات. المكائد و الدسائس وصلت الى حد المتاجرة بالقانون الدولي و قمع الشعب الجزاءري و مصادرة حقه في الديمقراطية و التمكن من الإستفادة من أمواله و خيراته. كان من المفروض أن تكون الجزائر في مستوى دول الخليج، لكن أصحاب ” المكائد و الدسائس ” نهبوا و سرقوا لكي يظل المواطن الجزاءري يعيش كما يعيش معتقلو تندوف في خصاص مزمن.
على حدودكم الغربية يوجد الحليب و السميدة و اللحوم و الزيوت و الفواكه و الأسماك بما فيها السردين. بدون المكائد و الدسائس، سيكون العيش أفضل و الأسعار أرحم و الحقد و الحسد أقل .مرحبا بكم في أسواق المغرب الموحد. فيها ما تشتهيه الأنفس و يقدر ذو القدرة الشرائية البسيطة على التمتع به. و كفى بالله شهيدا.