محمد نجيب كومينة
فرنسا استقبلت شنقريحة، جزار من جزاري العشرية السوداء في الجزائر حسب شهادات كثيرة موثقة و المسؤول الاول عن تحول الجزائر الى سجن كبير مند ان استولى على الحكم، استقبل رسميا بفرنسا اليوم دون ان تثير الدولة الفرنسية، التي تعرف مخابراتها الكثير عنه من دون شك، مسؤولياته في القتل و اختطاف واعتقال مناضلين ونشطاء معارضين لنظام الجنيرالات بالجزائر، بمن فيهم من تم استهدافهم في الاراضي الفرنسية بامر منه، و دون ان تحرك التها الدعائية او تستخدم اساليبها المعروفة. و من المؤكد ان شنقريحة لن يفلت الفرصة المتاحة له لكي يعود للمطالبة بتسليمه مناضلين ونشطاء واعلاميين يقلقون راحته انطلاقا من بلد الثورة الديمقراطية و بلد روني كسان محرر ديباجة الاعلان الكوني لحقوق الانسان الذي تم تقديمه وتبنيه في باريس ليلتحق بالوثائق المرجعية للامم المتحدة و يدخل في اطار مايعرف بالقانون الدولي العرفي.
الرئيس ماكرون، الذي ابان عن هوى جزائري يخفي ما يخفيه، هو الذي اوعز لقيادة الجيش الفرنسي باستقدام واستقبال شنقريحة، رغم معرفته ومعرفة مخابرات وجيش فرنسا بالسجل الاسود للجنيرال، لان ماكرون وغيره يعرفون جيدا انه الحاكم الفعلي للجزائر وان تبون، كما اشار الى ذلك ماكرون نفسه في وقت سابق بطريقته، ليس الا صورة معلقة على الجدران والة لطحن الكلام وترديد ما يرضي الجنيرال و يخفف من مرضه النفسي العضال،
لذلك يسعون الى كسب ود الرئيس الحقيقي بعدما كان ماكرون قد قبل الرئيس. الصوري القبلة الشهيرة الدالة على العشق والهيام.، و الرئيس الفعلي كما يعرف ذلك ماكرون له ارتباط قوي بروسيا، وان كانت دريته. تقيم في فرنسا وواوروبا الغربية، و يدفعه ارتباطه ذاك الى مساندة الاختراق الروسي المتزايد للمجال الحيوي لفرنسا في افريقيا والمساعدة عليه، لان له مصلحة شخصية في ذلك ولان راس شنقريحة وقلبه مسكونان بالعداء للمغرب الذي يتجه نحو ترسيخ وضعه كشريك للتنمية والتبادل المتكافئ في عدد كبير من البلدان الافريقية التي مالت دولها الى دعم وحدته الترابية.
ماكرون، ومعه فيما يبدو من يشجعونه على رهانه، يعتقد انه قادر على تحويل اتجاه نظام شنقريحة و اعادة ربط الجزائر بماما فرنسا، و البين ان الرجل برهانه هذا يبدو فاقدا لتلك المعرفة الانتربولوجية التي كانت للرؤساء الفرنسيين السابقين، ويبدو كذلك ان من يشتغلون معه يفتقرون اليها، لانها لو توفرت له لما استمر في مراكمة الاخطاء السياسية التي تترتب عنها الخسارة تلو الاخرى في افريقيا ، بل وحتى خارجها.
من المثير. للاستغراب فعلا ان تتصل فرنسا الى درجة غير مسبوقة من التشوش الاستراتيجي وان تتصرف بالطريقة. التي تتصرف بها، فكيفما كان الحال ماتزال قوة عظمى، وان بحجم اقل من الماضي، و لها القدرات التي تجعلها لا تسقط في الهواية لدى اجراء الحسابات الجيوسياسية و السياسية والديبلوماسية.
من الممصادفات، ان كان الامر مصادفة فعلا،. ان الانقلابين في بوركينا فاسو قد وجهوا دعوة لفرنسا لسحب جنودها من بلدهم مكرررين ما فعله انقلابيو مالي الذين يعتمدون على مرتزقة فاغنر المستقدمين. من. رووسيا عبر الجزائر..