مقال لصحفي جزائري ذكي في لحظة صدق مع نفسه مقال :
اليوم واليوم فقط ونحن في 2020 وبعد 45 سنة من العيش في سراب الأوهام استيقظ البوليساريو وأدرك أن المرحوم الحسن الثاني حينما ألقى بملف الصحراء في مزبلة الأمم المتحدة عام 1991 فقد أقبر ما يسمى قضية الصحراء نهائيا خاصة وأنه حسم الأمر عسكريا على الأرض بعد أن أنهى بناء الجدار الرملي وألقى بملشيات البوليساريو خارج الجدار وتركهم ينطح بعضهم بعضا وساعده في ذلك الوقت الوضع الأمني المفقود في الجزائر إبّان العشرية السوداء أي منذ 1991 وهو تاريخ وقف إطلاق النار ، فلا تتأسفوا يا معشر البوليساريو على قبول وقف إطلاق النار في ذلك التاريخ فكل الظروف كانت ضد وجودكم أصلا ومهيأة لِتُرْغِمَكُم على وقف إطلاق االنار ، أما عِنَاد الحليف الجزائري فكان حربا طاحنة ضد الذات الجزائرية وفي مقدمتها الشعب الجزائري نفسه وضد المصالح العليا للوطن الجزائر ، وها هو النظام الجزائري يحصد نتائج العناد الصبياني وهو أكبر خطإ ارتكبه النظام الجزائري بخصوص هذا الملف ، قد يكون النظام الجزائري أذكى لو كان قد حسم أمر البوليساريو في ذلك التاريخ أي تاريخ وقف إطلاق النار خاصة وأن المغرب أتقن اللعبة الدبلوماسية في حين اعتبرها النظام الجزائري مسألة ( نيف ) وعناد ، وهي مكابرة الجاهل الذي يسيء تقييم الأمور دائما في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان … تبعوا النيف حتى سقطوا في هاوية التخلف المزمن لأن الذي لم يعمل على الإقلاع الاقتصادي في بداية الألفية الثالثة فقد بقي مع مُخَلَّفَات الألفية الأولى وليس حتى مخلفات الألفية الثانية وبقي هناك إلى الأبد ، ذلك ما تعيشه الجزائر اليوم ، إنها تعيش في الجهاد من أجل القوت اليومي فقط وهو حلم الهوام والهاموش …هل تُنْكِرُون ذلك يا شياتة النظام ؟
ما هو الأمر الواقع الذي فرضه النظام الجزائري على البوليساريو ؟
الأمر الواقع الذي فرضه النظام الجزائري على البوليساريو هو تركه وحيدا يصارع مصيره من أجل البقاء في مواجهة قَدَرِهِ المحتوم ، ويبدو – والله أعلم – أنها هي الخطوة أساسية الأولى للنظام الجزائري نحو بداية إجراءات التخلص من هذا الكيان الذي صنعه بنفسه وفرضه على ظهر الشعب الجزائري الذي يعاني بدون البوليساريو فما بالك وقد تمت إضافة مصائب هذا الكيان الطفيلي لمصائب الشعب الجزائري المغبون في جميع حقوقه والذي لا يعرف من النظام سوى ” الحكرة ” …لقد بدأت تظهر مؤشرات فشل اختيار صناعة البوليساريو كأداة لتدمير العدو المغربي الشقيق ، وبدأ النظام الجزائري عمليات التضييق على البوليساريو في كثير من المجالات التي بدأ هذا الأخير يشتكى منها ، وهذا يبدو منطقي جدا لأن تطور وتغير موازين القوى العالمية والجهوية والقارية ساعدت وستساعد على تسريع وتيرة إفناء البوليساريو وانقراضه أو تذويبه في ميليشيات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء ، لقد بدأت معالم التخفيف من تمجيد انتصارات البوليساريو الوهمية من طرف النظام الجزائري بعد الأزمة المالية التي ضربت ولا تزال تضرب مداخيل الدولة خاصة في عهد تبون ، كما أن البوليساريو أصبح غارقا في صراعاته الداخلية ، بعضها قبلي وبعضها سياسوي وبعضها مافيوزي ، وتلك علامة قاطعة على أن الحليف الجزائري بدأ فعلا يضع مسافة بينه وبين المولود اللقيط الذي كان نتيجة لزواج سفاح بين بومدين والجنرال فرانكو .