الشاعر محمد بن الطاهر الشاوي، علم من أعلام شعر الملحون بمدينة مراكش
برع الشاوي في نظم شعر الملحون، ونظم في جل المواضيع / الأغراض كالعشاقي و الخمريات و المديح الديني و الشعر الإجتماعي….الخ. غير أنه تميز في الهجاء ونظم فيه مجموعة من القصائد لعل أبرزها قصيدة “صارم الطعن” أو “النونية”. وقد تميز شعراء الملحون عموما بولعهم بالهجاء لكن أسباب ولعهم بالهجاء راجعة في الغالب إلى مساجلات شعرية ، حتى أن من ينظم منهم هجاء لأسباب شخصية يرفضون كلامه و يسمون إنتاجه “افضيحة”. وإذا استثنينا قصائد سيدي قدور العلمي و السي التهامي المدغري التي تخلو من الهجاء، فإن جل شعراء الملحون يلجأون في آخر قصائدهم لهجاء خصومهم. ومن ولعهم بالهجاء لا تخلو قصيدة منه، ومنهم من يجعل قسما طويلا في آخرقصيدته خاصا بالهجاء ويسمونه ” الزرب ” أي الحاجز من الشوك حتى لا يصل إلى شعرهم متطاول مغرض.
للشاوي كثير من الشعر في الهجاء، وهو عند أهل مراكش كابن سليمان عند أهل فاس. وقد قام امريفق بهجاء الشاوي بقصيدة فيها فحش كثير.
بالإضافة إلى قصيدة صارم الطعن التي تعد من أبلغ ما قيل في الهجاء ، للشاوي قصائد عديدة في مواضيع أخرى منها:
*قصيدة خدوج وحربتها:
قولو للالة خدوج عطفي على العشيق المجروح من الغناج
وبقى مسكين يروج ما ظفر بعلاج
*قصيدة الداعي وحربتها:
أداعي ذق ذق رادف شحطات الدق بالسيوف
من لا تقوى لها سيوف من عندالماضية سيوفو
وعليك أبدا مرادفة
*قصيدة الساقي الأول وحربتها:
فيق ألناعس بالكاس يا الساقي وانظر الاغراس
بنسيم الصبح في روض فرحنا ماسو
*قصيدة الساقي الثاني وحربتها:
أساقي وكض النعاس رادف الكاس
سطاب مع لريام طيب ووناسة كب رادف كاس البرنيس
*قصيدة ” الشيطانية” وحربتها:
العن الشيطان يالغافل كما لعنو الله مولانا
مهما يدور بك أخزيه ولعنو
*قصيدة عويشة وحربتها:
محلا ساعة لوصال يا العذرا عند صحاب الغرام همة و فياشا
بها يحلا كاس الموادا جد بغير غشوش
*قصيدة زينب وحربتها:
دام الله بها محاسنك يا قرة لهداب ذات الحسن والادب زينة الاسم زنوبة
زنوبة زينة وزينها ماملكتو شابة
*قصيدة ” كهف التصديق” وحربتها:
يا الحضرا صليو على النبي العربي كهف التصديق طه بحر التحقيق قرة رماقي
صاحب الحوض امام اهل الوفا و التحقيقا
توفى الشاوي سنة 1315 هجرية، ويوم وفاته ذهب الشيخ الحاج احمد امريفق عند الشاعر لكبير بن عطية، فلما طرق عليه الباب وخرج قال له بعد السلام: قل للخادمة تأتيني بالطست، فلما قدمته له الخادمة غسل يديه وهو يقول: اليوم نغسل أيدينا على الملحون بعد وفاة الشيخ الشاوي رحمه الله. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على التقدير الكبير الذي كان الشيخ الشاوي يحضى به عند اهل الملحون بالرغم من هجاءه لهم في قصيدته الشهيرة “صارم الطعن”.