صاعقة حلت بي صباح السبت الأسود بفقدان رجل عزيز جدا، حين أخبرني صديقي الحاج محمد الوزيزي ، قبله اتصل بي الحاج شكيب الثقة ليستفسر عن الحادثة فقط، لم ادر كيف نهضت من الفراش اتصلت بالاخ محمد القدوي، و توجهت مباشرة إلى الطريق السيار كما لو انني ذاهب إلى حي جنان بنشكرة، بكيت تالمت كثيرا، حزن عميق الم بي، تكسره بين الفينة و الاخرى مكالمات هاتفية من طرف بعض الاخوة لحقيق، قدي، البقير . وفي الوقت الذي كان الاخ عبد الحليم يطوي الطريق، صور عديدة تتراى لي انطلاقا من ملعب قشيش حيث كنت تلعب اخي العزيز مع فريق النهضة المراكشية ، لأنتقل الى ملعب الريكبي مع المولودية المراكشية ومنها مباشرة على مباراة السد رفقة الحسنية ضد الاتحاد البيضاوي بملعب الحارثي، عنقتك و فرحتا كثيرا بصعود غزالة سوس الى القسم الاول ، ليغير لنا معلق المباراة اللقب الذي اشتهرت به في مراكش ” حميمة ” إلى” الحمام ” ، شرود يذهب بي الى المخيم الدولي باكادير رفقة بعض الإخوان منهم من غادرنا إلى دار البقاء كعمر و الرجراجي ” ولد السي ” و آخرون حفظهم الله كالحاج عبد اللطيف افدير، القدوي، مبارك، الزايغي، اللاطا، مولاي اسماعيل و آخرون ، نقضي معك عطلة الصيف التي نتمنى الا تنتهي ، تعود بي الذاكرة الى الشقة بحي الازدهار رفقة الوجداني، و بعض الاصدقاء ، لأعرج على نادي المكتب الوطني للكهرباء بأكادير رفقة العزيز كتيف ، الطريق طويل لكنه لم يستوعب كل الذكريات الجميلة معك ايها العزيز ، بين الفينة و الأخرى يتصل الحاج عبد اللطيف افدير ، الذي وجدته امام بوابة المستشفى يذرف دموعا حارقة ، دخلت المستودع بعد إذن المسؤول و ددت لو اوقظك لكن عندما قبلت جبينك البارد على غير عادته حيث كان دوما دافئا بالمحبة و الود ، ايقنت بعد ان اجهش عبد اللطيف بالبكاء في حين وقف عبد الحليم مشدوها، انها آخر مرة سأرى وجهك البريء ، تمنيت ان تقوم معي الى مقهى الزهراء لكن ذهبت عند الباري تعالى ، تاركا غصة في قلبي لن تنمحي الا بعد الالتحاق بك ، كنت في غاية الطيبوبة معي ، حتى في اللحظات التي اتحول فيها إلى كناوي كنت تتعامل معي برفق وحنان .
انقطع اتصالك الصباحي، لكن لا و لن تنمحي صورتك من عيناي ، توقف المشروع الذي كنت تشجعني للاستمرار فيه منذ لقاءنا الصيف الماضي بالجديدة و الذي يهم نشر كتاب عن كرة القدم بمراكش من السبعينيات إلى نهاية الثمانينيات على شكل بيبليوغرافيا تضم اسماء اللاعبين، المسيرين، بعض الوجوه من الجماهير المراكشية.
آه يا محمد كم تحبابنا في الله ، كم كانت عشرتك دافئة ، حبك لمراكش ورجالاتها ، غيرتك على المدينة في كل المجالات ، لن اسمع من جديد : الحمام فمراكش، الحمام جا، كاين الحمام … لانك عند المولى عز وجل ، رحمك الله يا مرضي الوالدين ، الله يصبر اختي وداد و ابنتي فاطمة الزهراء و الأصدقاء بل الاخوان باكادير في مقدمتهم : افدير ، وزيزي و الحجيمي و أعضاء النادي الذين لم يتوقفوا عن البكاء بمقبرة تيليلا، و كذلك الاصدقاء بمراكش سواء الذين انتقلوا الى اكادير لتوديعك الوداع الاخير او ممن لم يتمكنوا من السفر لكنهم حزنوا كثيرا لفراقك ايها العزيز الغالي، رحمك الله و اسكنك فسيح جنانه مع الشهداء و الصديقين و حسن اولئك رفيقا.