آخر الأخبار

صدمة الجزائر من الموقف الاسباني

َمحمد نجيب كومينة

الموقف الاسباني الداعم لمخطط الحكم الذاتي كاساس لحل النزاع الاقليمي المفتعل من طرف نظام طغمة الجنيرالات بالجزائر كان صادما بالنسبة لرئيس النظام شنقريحة وتابعه تبون، لانه صادر عن اسبانيا تحديدا، و فيه اعتراف ضمني بمغربية الصحراء مادام المخطط المدعوم يروم تعزيز الوحدة الترابية للمغرب وليس شيئا اخر. هول الصدمة لدى النظام الجزائري جعله لا يتردد في فضح كل الاكاذيب التي روج لها من قبل وذلك بدعوة السفير الجزائري باسبانيا للتشاور (انقيل)، وبذلك يكشف النظام الجزائري لكل من كان يساوره شك انه الطرف الحقيقي في النزاع الاقليمي وان البوليساريو ليست سوى اداة من الادوات التي يستعملها هذا النظام في حربه غير الخفية ضد المغرب التي رامت اضعافه لكنها اضعفت وانهكت الجزائر في النهاية وجعلت نظامها يظهر على حقيقته امام العالم كفوضى وليس كنظام يمكن التعامل معه بجدية من طرف الدول المسؤولة.
دعوة السفير الجزائري تبتغي ممارسة ضغط على اسبانيا، ومن المنطقي ان يكرر النظام الجزائري مافعله مع المغرب مادام يرى ان التحول في الموقف الاسباني يضرب في الصفر كل ما سعى اليه وما جاء بالعمامرة وبلاني، الفاشلين، لبلوغه، و يجعل النظام الجزائري وموقفها العدائي ضد المغرب في عزلة. لكن هل يفيد اي ضغط في تغيير موقف دولة، من قبيل الدولة الاسبانية، تم التعبير عنه بطريقة خاصة جدا؟ هذا ما يبدو مستحيلا، لاننا لسنا بصدد بعض الدول الافريقية الهشة التي يمكن الضغط عليها او ابتزازها او رشوة قادتها، وهذا مالم يعد مقبولا حتى في القارة السمراء، وانما ببلد باسبانيا، البلد الاوروبي الوازن و العاقل الذي لم يتخذ موقفه بالتاكيد الا بعد اجراء حسابات استراتيجية وجيوسياسية وغيرها، مع ادراج توقع رد فعل المجانين في الحساب.
واذا كان النظام الجزائري قد استدعى سفيره للتشاور، فانه حرض مليشيات بنبطوش، التي عاشت لزمن طويل على تسول المساعدات الاسبانية وو صل بها الامر في المدة الاخيرة الى اعلان نوع من الولاء للمستعمر السابق والترويج لوهم عودته، على التدخل في الشان الداخلي الاسباني بفضاضة تفضح غباء غير مسبوق، اذ هدد بوق من ابواق بن بطوش باللجوء الى القوى السياسية الاسبانية لتحريضها ضد موقف الدولة، يعني قلة لحيا وقلة الترابي