من المعتقل السياسي ربيع الأبلق المتواجد بسجن طنجة 2 : حاولت جاهدا أن أتريث وأنتظر رغم كل ما يجري، ليس ضعفا أو جبنا مني، لكني أحاول أن لا أجرح قلب أمي وعائلتي. لكن مع الأسف، لم أعد أستطيع أن أتحمل أكثر يا أماه، سامحيني وتجاوزي عني رغم كل ما تسببته لك من عذاب ومعاناة .
فقلبي يتمزق يوما بعد يوم وصرت مثل طائر في قفص يتجرع الموت على شكل جرعات متتالية.
اما انتم يا لصوص الوطن، يا من نهبتم هذا الوطن، فوالله سيعاقبکم الشعب يوما ما ولن يغفر لكم على كل ما اقترفتموه في حقنا وستنالون الجزاء الذي تستحقونه ونقتص منكم واحدا واحدا. کونوا علي يقين واستعدوا لما ستؤول إليه أوضاع هذا الوطن، فأنتم تعبثون بحرية أبنائه الاحرار وبناته الحرائر. تعتقلون کل من سولت له نفسه الدفاع عن المستضعفين وعن حقوقهم في هذا الوطن الجريح و آخرهم الصحفية الحرة هاجر الريسوني، واعلم انها ليسة الاخیرة !!! اما انا فسأقول ما قاله المجاهد ميس ن الحاج سلام امزيان “إننا وإياهم على طرفي نقيض”:
“لقد بذلنا ما في استطاعتنا من وسائل الإقناع مع هؤلاء المنحرفين، فاستهانوا بنا وتنكروا لحقوقنا وتلاعبوا بمطالبنا، لأنهم آمنوا بأنفسهم أسيادا في هذا الوطن ونحن عبيد مسخرون. دعوناهم إلى بحث لأجل حل الأزمة بالطرق السلمية فرفضوا. بل اتهمونا بالخيانة والعمالة للاستعمار. قدمنا إليهم مطالب الشعب لدراستها وتنفيذها فرفضوا. بل نشروا ضدنا افتراءات والأكاذيب . وبين هذا وذاك طلبنا من المواطنين أن يلتزموا بالصبر والسكينة ويتحملوا تصرفات الأغبياء المستبدين. ليس خوفا منهم وإنما للمحافظة على الوحدة الوطنية وإبعاد شبح الحرب الأهلية، فتعنتوا. بل واصلوا تهديداتهم لنا بالتدمير كالمتمردين على “سلطانهم وحكومتهم الشرعية”.
اتمنی من اعضاء مجلس الوقاية المدنية ( المجلس الوطني للحقوق الانسان ) الا يکلفوا انفسهم عناء زيارتي فإنهم مرفوضون وغير مرحب بهم بتاتا، وکل من سيحاول ان ينقاش الموضوع معي فإني اجیبه مسبقا بالرفض. لا ثم لا فلا تحرجوني رجاءً
وداعا يا احرار هذا الوطن
وداعا اماه
وداعا ايها الريف…
اخر اضراب عن الطعام.