محمد نجيب كومينة
يجد بعض الشيوعيين في اوروبا صعوبة قصوى في التاقلم مع التحولات التي عرفها ويعرفها العالم مند سقوط الاتحاد السوفياتي و انعطاف الصين نتيجة الاصلاحات التي اطلقها دينغ كساو بين وجيان زمينغ مند 1978 التي مكنتها من البزوغ كقوة عظمى من جهة و بعد ان غزت النيوليبرالية العالم و ادت الى تغيرات قوت النزعة الفردية والنفعية على حساب كل ماهو جماعي وادت الى ضعف بين لمختلف منظمات اليسار السياسية والنقابية وغيرها جعلها تقاوم العزلة و حتى خطر الانمحاء من جهة ثانية.
وبدل اعمال اليات البحث والتفكير في ظل تبلور برادغمات جديدة لم يكن ماركس او لنين او حتى غرامشي ومن جاؤوا بعده قد انشغلوا بالاسئلة الجديدة التي افرزتها، ومنها العولمة في صيغتها الحالية التي تخترق حدود الدولة الوطنية وتضعفها و تكوين التجمعات الاقليمية و الهجرة و شيخوخة الساكنة و اعادة انتشار الثروة والتنمية عالميا ونشوء قوى عظمى جديدة تنتمي لحضارات غير اوروبية….الخ، بدلا من ذلك تجدهم يصرفون اكتئابهم الناتج عن ردود فعل غير سليمة على وضع جديد لا يملكون الاستعداد اللازم للفعل فيه و السعي الى تغييره، و هذا ما يفسر اتجاههم الى الهروب من واقعهم الاوروبي بحثا عن ادوار في افريقيا و اسيا و امريكا اللاثنية يمكن ان تشعرهم بوجود شرعية لم تعد لهم في مجتمعاتهم الاوروبية التي تمتنع عن منحهم اصواتها انتخابيا وعن تبني اطروحاتهم حتى في الحركات الاحتجاجية المناهضة للراسمالية او الانتماء اليهم كما كان عليه الامر خلال قرن من الزمن، ومن المفارقات ان هذا البحث عن الذات وعن الشرعية المجتمعية خارج الحدود، قد قاد شيوعيي اوروبا الى الانتقال من مناهضة الامبريالية الى تبني منطق الوصاية الاستعمارية لا شعوريا، و عندما يحدثك احدهم فانه يمكنك الاستنتاج بسرعة انه يشعر انه نوع من المبشرين الجدد الذين يتعالون على المتخلفين المتاخرين المحتاجين الى اوروبي ابيض ليرشدهم الى طريق الخلاص. هذا ما يفسرموقفهم المعادي لوحدتنا الترابية و دعمهم للنزعة القبلية المتخلفة التي تسيطر وسط انفصاليي بوليساريو، و ايضا لحركات انفصالية اخرى في افريقيا و غيرها، وهذا عندما يكون المحرك ايديولوجيا وليست له صلة بالفساد والرشوة، وهو ما يفسر التقاءهم مع انظمة دكتاتورية او استبدادية تزعم انها تمانع بينما تمثل ممانعتها، ان وجدت فعلا، غطاء سحابيا للقمع والنهب الممنهج للثروات الذي ينتهي عائده في حسابات بنكية غربية او استثمارات طفيلية. اما بعض شيوعيي اخر الزمان في العالم العربي، ومنهم حزب العمال التونسي، فانهم يقومون بعمليات كوبيي كولي كاي كسول، مع افتراض ان عداءهم للوحدة الترابية للمغرب غير مؤدى عنه، والجميع يعرف ان النظام الجزائري يهدر موارد الجزائر وشعبها في الرشاوي