نور الدين عقاني
صانعو التفاهة في كل رمضان يكرسون فكر الحكومة في إلهاء و تكليخ الشعب المقهور.
نجوم الضحك على الذقون يسترزقون من دافعي الضرائب و يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
الكثير منهم كون ثروة طائلة بعد أن ابتدأ فقيرا مدقعا على متن شعب بائس خاضع و خانع.
فلا الفذ الذي هو ليس بفذ إلا في ممارسة التنذر الدائم بالعروبي البسيط و المواطن الساذج في كافة إطلالاته، أنتج أو قدم لنا ابتكارا أو اختراعا في الميادين المهمة ديال بصح أو ترك لنا صدقة جارية تعود بالخير العميم على المرء و لا هو خلف من وراءه علما ينتفع به أنقذ به البشرية من هلاك أو وباء أو داء.
ولا الخياري الذي لا يحمل من فضيلة الخير إلا الإسم و الذي يحسب نفسه أنه بتقمزيزه و بنباحه يرفه على مواطن ضر في جيبه و هلك في صحته و اغتصب في حقه و شرد في وطنه و ضيع في حقوقه.
و لا تافهو الكاميرا المتخلفة استطاعو رسم البسمة على شعب يعيش ضنك العيش مستسلما لمصيره منذ حلول الوباء المصطنع، فلا هم أضحكوا و لا هم أبكوا.
كل من يمارس ما يصطلح عليها بالكوميديا لا يرمي من وراء ذلك إلا الوصول للبزيزيلة ثم الرضاعة فالضرع كله، و لا يروم إلا التقرب والتمسح بأصحاب القرار النافذين للإستفادة من قصعة الريع و لكي يضمن عيشا هنيئا مريئا .
انظروا لبدايات أكثرهم و تذكروا أول إطلالاتهم و حاولوا أن تستظهروا كيف كانوا يقدمون سكيتشاتهم أو مسرحياتهم و كيف كانوا ينتقدون الجهات الحاكمة و كيف كانوا يشيرون بالاصابع لأفراد بعينهم و لأجهزة أو سلطات بالواضح و لكم أن تلاحظوا كيف تخلوا عن نهجهم اللاذع بعد أن ذاقوا من القصعة و كيف بدلوا مواقفهم بعد أن قلمت أظافرهم و اقتلعت مخالبهم و افتكت أنيابهم.
من بين هؤلاء الشرذمة الضالة و المضللة أسرد أسماء فهيد، الخياري،الناصري،عاجل،الفذ،بنياز الخائن،عمر السيد و هناك بعض المرحومين الذي من الواجب علي إلا أذكرهم.
ما أستغرب له دائما هو أنه في ظل الأزمة المادية التي تعيشها الأمة بتعاقب فيروس كورونا و الجفاف و غلاء المعيشة نجد أنه تخصص لهؤلاء النكرات ميزانية ضخمة من جيوب دافعي الضرائب و يهيأ لهم لوجيستيك و تجهيزات عالية المستوى لطبخ و صنع ما يلهون به البسطاء و المغلوب على أمرهم.
أجل، ألفنا أن يطلع علينا كل عام شبه رجل يحزم شعره مثل المرأة مرتديا سروالا ممزقا على مستوى ركبتيه، يبدو أنه من دون نفس أبية ولا تربية حسنة و تكوين جيد يتزعم رهطا منعدم الأخلاق معه لتقديم فصل مثفق عليه قبلا مع اسم نكرة هو الآخر.
نعم، تطل علينا مولات البرتوش التي ثقافتها الزنقاوية تجاوزت كل الحدود لتمسح ما بقي من شمائل العفة و الطهر و العفاف.
الأنكى من ذلك هو مدربة الكرة الضارب تاريخها في أعماق العهر و الفساد و الخمر و الحشيش الكتامي، جاءت لتمارس ما لم يمارسه غيرها من ممثلات الجيل الذهبي من وقاحة و قلة الحياء.
أصدقائي و إخوتي، مائدة الإفطار مع لوليدات هي من يجعلني أتطلع رغما و فضولا لما قد يعتبر جديدا في كل عام، لكن أصاب بالاحباط في كل مرة و أضطر إلى اتخاذ ركن بعيد أو إلى الإنسحاب خارجا بالمرة.