إدريس المغلشي
ساهمت حادثة الفنيدق يوم 15شتنبر 2024 والذي نتساءل عن الجهة التي دعت لهذا العمل المسيء لصورة الوطن لكن لا نختلف أننا بلغنا من اليأس والهشاشة ماجعل نسبة كبيرة من الشباب يغادرون مدنهم في اتجاه باب سبتة أمر يؤكد أن هذه الجهة نجحت في تعبئة الشباب والتأثير عليهم كجواب عملي على فشل الأحزاب وشبيباتهاالتي تدعي زورا انهاتؤطر الشباب ،كما نسجل بشكل ملفت أن الهجرة السريةاصبحت علنية محددة في الزمان والمكان. عملية غير مسبوقة على الأقل من حيث طريقة تدبيرها لقد عرت واقعا داخليا هشا كرد عملي على كل دعاة الرفاه والتقدم المغشوش ، فئة محظوظة على حساب غالبية المواطنين الذين ضاق بهم العيش فلم يجدوا لا عملا شريفا ولاموردا ماليا يحفظ لهم كرامتهم امام انسداد الافق . الحدث لم يكن وليد اللحظة بل هو نتاج متتالي لسياسات معطوبةلم تقوعلى معالجة نفسها بل في كل مرة نطرح السؤال إلى أين؟ تدفعنا هذه الإجراءات غصباإلى مرحلة جديدة من الفشل. وتيرتها قوية ومتسارعة لكنها تثير العديد من الأسئلة والمخاوف كذلك. لاننفي كون الحدث له متربصون يستهدفون صورة المغرب لكن لن نطارد السراب بالقاءالفشل على الخارج بل ننتظر فتح تحقيق للوقوف على مدبري هذه المهزلة ومحاسبة الكل. كما ان الواقعة تتيح لنا جميعا فرصة لمناقشة كل قضايانا الداخلية للوصول إلى عدم تكرار مثل تلك الصور المهينة والتي تعلن وفاة الاحزاب السياسية القابعة في قلاع من التخلف تهدف فقط الصراع حول المناصب والمواقع على حساب معاناة الناس.الوضعية الكارثية التي اصبحنا نعاني منهاإدانة صريحة للجميع.لم يعد الزمن يسعفنا من أجل تبادل الاتهامات فحادث شتنبر يسائل الفاعل السياسي هل يملك فعلا مقاربات ناجعة تجيب على الاسئلة الآنية والحارقة التي يطرحها الشباب .قد تختلف صور وطرق الهجرة لكن النتيجة واحدة مادامت نفس السياسات الكفيلة بالوصول بنا إلى نفس النتيجة فالتقارير تقول ان ربع المغاربة ما بين 15 و 24 سنة، لا يدرسون ولا يشتغلون وليسوا داخل أي تكوين مهني، و 4 مليون شاب مغربي بين 15 و 35 سنة هم في نفس الوضعية اذن كيف نطلب من جحافل البطالة بالبقاء في وطن آفاقه مغلقة ؟
من غريب الصدف ان يساهم إعلامنا المتخلف على تشجيع الهجرة بطرق غير مباشرة وفي هذا الصدد نسوق مثالين صريحين يشكلان بالنسبة للشباب منفذ نجاة أمام صعوبة العيش ومنظومة تربوية فاشلة في دارغفلون ووزيرها وخارج التغطية غياب تكوين مؤهل يضمن عمل وسوق شغل اغلبها مرصودة للزبونية والمحسوبية وبعضها المتاح للبقية يأخذ شكل نمط الكفيل كمصاصي الدماء لعرق المأجورين وكلها عوامل تقفز لتعطينا.
الصورة الأولى : استضافت قناة خاصة مهاجر مغربي اشتهر بوجبات الطبخ بدولة إيطاليا وبشكل مقصود الغرض منه خلق جو من الإثارة والتشويق حيث استرسلت الصحفية بنوع من الإعجاب في التدقيق لطريقة الهجرة إلى أوروبا وهو يصف بشكل مبالغ فيه من الإصرار و التحدي للعيش في الضفة الأخرى وخلفية الحكي تعطي خلاصة وحيدة أستحالة العيش بالوطن الأم لكن باستطاعة القنوات استضافتك كنجم ناجح ومتى كنت مشهورا .
الصورة الثانية:الرياضة كجسرللهجرة مادامت جامعاتنا فاشلة وغيرقادرة على رفع التحدي لكن باستطاعتك الخضوع للتكوين والتأهيل ببلاد الغربة ونجاحك هناك ليتم استقطابك هنا تحت علم وطنك وضمن منتخب وطني بعدما يسطع نجمك فتقطف جامعتنا الثمرة الجاهزة التي لم تغرسها اصلا تحت شعار الوطنية . نتساءل مع كل هذه المتناقضات مادور الوطن ان لم يكن قادرا على حفظ كرامة مواطنيه؟ إنهم مجموعة من صناع الفشلة الذين يقتاتون على انجازات غيرهم بعدما وأدوا في الشباب جذوة الأمل .