اليساري مني كتلف ليه البوصلة وكيبغي اتسلق باش يدير لباس ويعيش حياة الرفاهية ويخرج من القحط ويركب على السيارات الفخمة ويدوز الكونجي فالخارج تتبان ليه القضية ساهلة ، فقط يركب على بعض الشعارات الرنانة من قبيل محاربة الفساد مثلاً وحماية المال العام .. باش اتشهر إعلامياً ويقدم بعض الملفات للقضاء ويطبلوا ليه شي مواقع للي كتسترزق ” الله يكون فالعوان” .. صافي كيعتقد راسو بطل قومي من الابطال القوميين العظام، لا كيعتقد نفسو كاع هو المهدي بنبركة الثاني المنتظر.
ديك الساعة كيدخل التاريخ من باب التسلق والانتهازية والوقوف المتكف بباب الوكيل العام متأبطاً بعض الملفات التي تسربت بفعل فاعل من طرف الإدارة نفسها في إطار الصراع الدائر بين اللوبيات الكبرى والتي تريد احياناً التخلص من بعض المزعجين انتخابياً تارة ، وتارة أخرى بغاية تصفية الحسابات بينهم ، فتجد ضالتها في غباء وبلادة صاحبنا الملهوف على الشهرة والنجومية وشيء من الفلوس التي تجود بها جهات متعددة من دوالب الفساد والفاسدين كذلك، ثم تستعمل في الوقت والظرف المناسب صاحبنا البطل القومي فيقدم الغبي الذي يعتقد نفسه ذكي خدمةً جليلة لخصومه الحقيقين الذين يرعون ويدبرون الفساد وينهبون الاموال والبلاد بتليكوماند فقط .
فكم من بليد يعتقد نفسه ذكي وهو يقدم خدمات جليلة لخصومه بالمجان حتى وإن تركوا له هامشاً يسترزق منه ليحقق بعض رغباته المريضة من جهة وليحتفظ بمظهر أنيق من جهة ثانية على المواقع وعلى بعض الجرائد التي لم تعد تصلح إلا لمسح الزجاج .. فكم من ملفات قدمت وكم من شعارات رفعت وكم من المحاكمات ، وفي الأخير يمر الطرح بسلام وبدون أية نتائج تذكر وكأن الأمر مسرحية من النوع الهزلي الهزيل جداً جداً .. هذ الزيطة كلها لم يتم سجن حتى فأر بتهمة هدر المال العام طيلة هذه المذة التي ظهرت فيها موجات حماية المال العام لتعوض النضال الثوري المطالب بالتغيير الجدري لكل هياكل الفساد والاستبداد السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي.
ابراهيم حيمي / مراكش