إدريس الأندلسي
المغاربة بحبون الكرة منذ عقود كثيرة. و كان فريقنا الوطني أول فريق يصل إلى مونديال نظم في المكسيك سنة 1970. وكنا سنتأهل قبل هذا التاريخ لولا المؤامرات الإستعمارية التي حرمت فريقنا الذي كان نجومه كبارا بكل ما في الكلمة من معنى. جوهرة كرة القدم العالمية في الأربعينات و الخمسينات المرحوم بن مبارك كان من صناع الفرجة الذين سجل تاريخ الكرة تفوقهم. و كان من بين النجوم عبد الرحمان بلمجذوب و حسن اقصبي و كثيرا من المغاربة الفنانين الذين فتنوا الملاعب الأوروبية بلعبهم و لكن الطغمة الاستعمارية الفرنسية و الإسبانية كانت تقف بالمرصاد لكل الفرص التي كانت تتيح ظهور العلم المغربي و الشخصية المغربية خلال الفترة الإستعمارية المتغطرسة.
صفر الحكم على الساعة الرابعة بعد الزوال بعد ترديد النشيد الوطني الإسباني و النشيد الوطني المغربي الذي أصبح أنشودة لا تسمح أن تكون مجرد لحظة. النشيد الوطني المغربي يحفظه عن ظهر قلب ملايين الشباب و يتقنون جمله الموسيقية و يتذوقون ايقاعاته و يهزون به كل الملاعب الرياضية عبر العالم. في موسكو كان النشيد الوطني الأكثر فعلا في نفوس الحاضرين رغم خروجنا غير المنصف من الدور الأول.
في قطر انطلق قطار الأسود منذ اليوم الأول للمونديال بكثير من العزم و الإصرار و انطلق من أول محطة و عبر الصعب و الممتنع من كرواتيا و بلجيكا و كندا و إسبانيا ليصل إلى ربع نهاية كأس العالم. جار السوء بكى و لكن شعب الجزائر الحر عبر عن فرحته بكل أريحية. تلفزيون العار المشلول بفعل طغيان الكابرانات تكلم بكثير من التعاطف مع إسبانيا. قال هذا التلفزيون المتخلف أن إسبانيا اهدرت ضربات الجزاء و لم يكلف نفسه الإشارة إلى إنتصار المغرب. الحسد يعمي نظاما طغى على شعب الجزائر و يخاف من آثار كل نجاح يحققه المغرب. و لكن هؤلاء الحمقى و المغفلين سيعيشون نكسات مقبلة على الصعيدين الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي.
الكابرانات سيقولون أن بونو يشتغل مع المخابرات المخزنية التي كانت تعطيه معلومات عن إتجاه الكرة ليتمكن من صدها. أما الركراكي فهو، في نظرهم، عميل المخزن لأنه على إتصال دائم مع السلطات لتدبير الخطط التكتيكية الكفيلة بصد أي هجوم. النظام في الجزائر إطلع على معلومات سرية من خلال إتصالات بين أفراد المخزن و كافة اللاعبين المغاربة. و تم رصد الكثير من المكالمات التي اعتبرت ذات عمق مخابراتي يستهدف مصالح الجزائر. الركراكي بدت عليه كل مظاهر التخطيط التكتيكي لكي يعطي تعليمات يمكن تفسيرها أنها نكاية في بلاد يسيطر عليها كرغول و كرغول و كبيرهم الكرغول الأكبر. بكى الكراغلة و فرح احرار الجزائر و لهؤلاء نقول شكرا و نتمنى لهم مستقبلا يضمن لهم العيش الكريم و الإستفادة من خيراتهم البترولية و الغازية بشكل شفاف و ديمقراطي.
و في الأخير نقول لحسادنا زيدوا من مستوى حسدكم و أكثروا من مستوى قلة ذكاءكم لكي لا نهتم من هرولتكم في إتجاه الحمق الممنهج. كلما أصابكم الحقد سيزداد مستوى عزمنا على تغيير واقعنا. نعم لدينا مشاكل و نعيش كثيرا من الظلم الإجتماعي و ننتقد كثيرا مظاهر الفساد السياسي و لكننا لا نكره بلادنا. نفرح لكل نجاح جماعي و لن نغمض أعيننا على كل فاسد و على كل من يختار خدمة مصالحه الذاتية بدل خدمة الصالح العام. لهذا نختلف كثيرا عن نظام الكابرنات و نشكر أحرار الجزائر الذين سيواجهون غدا و بعد غد ظلم طغمة عسكرية تستولي على عشرات المليارات من الدولار لشراء أسلحة قديمة و غير ذات قيمة . الكراغلة سيموتون من الغيظ لأن ضربات الجزاء اصابتهم في مقتل. أللهم أكثر حسادنا لأن لكل ذي نعمة حسود. و نتمنى أن تنهمر علينا عيون دافقة من الخيرات من الأرض و السماء.
أتمنى أن أخرج مرات أخرى مع حفيدي بالعلم الوطني و بلباس الوطن و أن اصرخ بأعلى صوتي ” عاش المغرب” و جعل الله كيد الأعادي في نحرهم.