آخر الأخبار

ضعف التأطير و البنايات التحتية و الغياب المدرسي أحد أهم معيقات المدارس الرائدة بالمغرب

في إطار جهودها الرامية إلى إعادة هيكلة النظام التعليمي وتحسين مخرجاته، أطلقت وزارة التربية الوطنية مشروع “المدارس الرائدة”، وهو برنامج إصلاحي يهدف إلى تعزيز جودة التعلم، خاصة في مجالي اللغات والرياضيات. وبعد عام من التطبيق التجريبي، صدر تقرير التقييم الخارجي عن الهيئة الوطنية للتقييم، التابع للمجلي الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والذي كشف عن نتائج مشجعة، لكنها مشوبة بمعيقات تهدد فشل تجربة المدارس الرائدة على حد تعبير التقرير الرسمي .
وفقًا للتقرير، الذي شمل 626 مدرسة و8732 تلميذًا، فإن المشروع سجل معدل تطابق مع المعايير المحددة بلغ 79 نقطة من 100، وهو ما يعكس تقدماً ملحوظاً. ومع ذلك، فإن التفاوت الكبير بين المدارس الأكثر والأقل أداءً، والذي بلغ 42 نقطة، يشير إلى عدم تجانس التنفيذ عبر مختلف المناطق.
جغرافياً، حققت جهة الشرق أفضل النتائج بمتوسط 86 نقطة، في حين جاءت جهة الداخلة – وادي الذهب في المرتبة الأخيرة بـ 69 نقطة. أما الفجوة بين الوسطين الحضري والقروي، فقد ظهرت جلية في البنية التحتية والموارد المتاحة، ما يطرح تساؤلات حول عدالة توزيع الموارد التعليمية.

رغم الاستثمارات المخصصة لتطوير الفضاءات التعليمية، لا تزال التفاوتات قائمة، حيث سجلت المدارس الحضرية 81 نقطة مقابل 74 نقطة للمؤسسات القروية. أما المرافق الصحية، فقد كانت الحلقة الأضعف (59 نقطة فقط)، ما يعكس نقصًا واضحًا في الاهتمام بجوانب النظافة والصحة المدرسية.
من جهة أخرى، حظي محور الأمن والنظافة بنتائج إيجابية، إذ حصلت المؤسسات الحضرية على 85 نقطة والقروية على 80 نقطة، لكن ضعف الحراسة المدرسية في الوسط القروي (61 نقطة فقط) يستوجب تدخلاً عاجلاً لتعزيز الحماية في المؤسسات التعليمية.

يشير التقرير إلى ضعف التأطير التربوي للأساتذة، حيث بلغ معدل التوافق 60 نقطة فقط، مع تسجيل تفاوت واضح بين الحضر (68 نقطة) والقرى (48 نقطة). كما أن زيارات المفتشين نادرة في المناطق القروية، ما يقلل من فرص الدعم البيداغوجي وتحسين الأداء المهني للأساتذة.
أما من حيث التكوين البيداغوجي، فقد أظهر التقرير أن اعتماد مقاربتي TaRL والتعليم الصريح لا يزال غير مكتمل، حيث لم تتجاوز نسبة التوافق معهما 73 و66 نقطة على التوالي، ما يبرز الحاجة إلى تكوين مستمر يواكب التطورات التربوية.

كشف التقرير عن تحسن أداء التلاميذ، حيث حقق 67% منهم تقدمًا في الرياضيات، و62% في الفرنسية، بينما لم تتجاوز النسبة 50% في العربية. إلا أن تراجع أداء بعض التلاميذ، خاصة في المستويات العليا، يطرح إشكالية معالجة الفجوات التعليمية المتراكمة.
كذلك، تظل ظاهرة الغياب المدرسي مصدر قلق، إذ أبلغت 70% من المدارس عن حالات غياب متكررة تصل إلى ستة أيام متتالية، ما يستوجب تعزيز آليات التتبع والمواكبة.
أمام هذه المعيقات يوصي التقرير باتخاذ مجموعة من الإجراءات:
 توفير تكوين مستمر للأساتذة، مع إيلاء اهتمام خاص بالمناطق القروية.
 تحسين البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، مع التركيز على المرافق الصحية.
 إعادة توزيع الموارد بشكل أكثر عدالة لضمان تكافؤ الفرص بين الجهات.
 إدماج مهارات التفكير النقدي والإبداع في المناهج الدراسية لتعزيز قدرات التلاميذ.
 تشجيع إشراك أولياء الأمور والمجتمع المدني في تحسين جودة التعليم.
يمثل “المدارس الرائدة” نقلة نوعية في إصلاح التعليم، لكنه يواجه تحديات ستحد من التجربة
يبقى السؤال مفتوحا هل تستطيع وزارة برادة معالجة المعيقات ام أن الفشل سيكون حليف هذا المشروع الهندي ؟
.