تواجه الدول الاوروبية اليوم مشكلة عويصة تتمثل في ضعف القدرات السياسية للنخب التي تصل الى الحكم، سواء منها اليسارية او اليمينية. ذلك ما يظهر جليا في تورط الحكومة الاسبانية في استقبال المجرم ابراهيم غالي بجواز جزائري يحمل اسما مزورا محمد بن بطوش دون اخبار الشريك المغربي بذلك ودون الاخذ بعين الاعتبار ان المجرم مطلوب للعدالة الاسبانية بتهم ثقيلة، والمفروض ان القضاء في هذا البلد مستقل الى ان يثبت العكس.
ذلك ان الحكومة الاسبانية سقطت في فخ نصبه النظام الجزائري لها بسهولة بغاية تازيم علاقاتها مع الشريك المغربي، الذي صارت شريكه التجاري الاول في اوروبا في السنوات الاخيرة على حساب فرنسا، مادام واضحا ان المغرب لن يصمت على التصرف الاسباني غير المقبول، الذي ياتي بعد زيارة وزير الخارجية الجزائري بوقادوم الى مدريد في عز ازمة كوفيد. فقد كان بامكان النظام الجزائري، الذي يمر بمرحلة حرجة حاليا، ان يوجه بيدقه الى روسيا مثلا، مادام قد وفر له طائرة طبية واموال ومرافقين جزائريين ومادام يعرف ان هناك احتمال ان يستدعى المجرم من طرف القضاء باسبانيا، لكنه تعمد توجيهه الى مصحة اندلسية مع معرفته المسبقة بان المغرب سيعرف ذلك.
هل هي سذاجة ؟ هل كانت حسابات الحكومة الاسبانية حسابات ناقصة؟ ام هل تصرفت بعلم وسبق اصرار وقصدت استفزاز الجار المغربي؟ هل ان الحكومة الاسبانية الحالية تتجه الى اعادة انتاج التوترات التي كان الفرنكاوي ازنار قد خلقها و الى القطع بالتالي مع ارث الاشتراكيين غونزاليس وزباطيرو اللذان عملا على تقوية العلاقات مع المغرب؟ هل اخترقها عداء بوديموس وفوكس للمغرب ولحقوقه ووحدته الوطنية؟ اي حسابات يمكن ان تقود حكومة اسبانيا الى السقوط بسهولة في فخ نصبه جنيرالات الجزائر باستعمال طعم بن بطوش لجر ها الى سلوك عدائي ضد المغرب و المغاربة؟
محمد نجيب كومينة