إدريس المغلشي
بين الطموح والإنجاز هناك مساحة تحتاج لكثير من مقومات النجاعة والحكامة الجيدة والتدبير المعقلن بل دون تدقيق تستوجب اللحظة على الأقل احترام لازمة تتردد على السنتنا دون ان نقف لها على حدود في التفعيل.
الرجل المناسب في المكان المناسب .سياق هذا الكلام ماراج في مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل مثير للانتباه حول ماراج في حفل قرعة كأس افريقيا للأمم 2025 والذي ستحتضنه بلادنا نهاية السنة .
وارجع جل المتتبعين حدة هذا النقاش لكون المغرب أصبح محط انظار العالم حيث سيحتضن تظاهرتين في كرة القدم كأس افريقيا للأمم على بعد أشهر معدودة وكأس العالم 2030 ونحن نتابع حفل اجراء قرعة كأس افريقيا يوم الاثنين 27 يناير 2025الماضي بمسرح محمد الخامس بمتابعة دولية جاء مخالفا لكل التوقعات بالنظر لقيمة الحدث و الضيوف كنا نتوقع حفلا احترافيا بكل ماتحمله الكلمة من معنى بالنظر للتجارب السابقة التي سجلت فيها بعض النقائص ناجمة عن ارتجالية غير مقبولة دون أن نتجاوزها بالاستفادة من الاخطاء السابقة وكما يقال عادت حليمة لعادتها القديمة.
من نقط الضوء التي سجلت في الحفل حيث بدت المقدمة الكيلاني بلباسها التقليدي القفطان ولغة بسيطة واضحة تتوازى مع مقدم آخر حرص على لباسه الافريقي التقليدي ليتجاوب معها بلطف ولباقة سهلت مأمورية الاثنين فكان الحضورمتميزا يزاوج بين أصالة المغرب والعمق الفكري لافريقيا. يطل علينا رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم كأول متدخل وكعادته بكلمة متعددة الأبعاد والاهداف والرسائل كما توقعتها قوية تركز على ثلاث أفكار اساسية لاينكرها إلا جاحد من حق المغرب كدولة تسيربخطى ثابثة نحو الريادة والاشعاع الافريقي الذي يربط بين مستويين(جنوب جنوب) و(جنوب شمال) وهو دور محوري رئيسي فرض فيه نفسه بقوة.ثانيا في مجال كرة القدم كرياضة حقق فيها انجازا غير مسبوق و على وجه الخصوص احتلاله للصف الرابع كاول بلد افريقي وعربي ويضم بين صفوفه خيرة اللاعبين كنجوم يزينون رقعة ملاعب العالم ،ثالثا ابلغ واقوى ما استخلصته من كلمته حين قال لن نسمح بنقل الصراع من امكنته المتعددة الى المستطيل الأخضر الذي يصنع الفرح .لحظة فارقة حين تكون الكلمة قوية وواعية تضع كل واحد في مكانه الحقيقي
لكن بعض النقط المثيرة للاستفزاز ان يحرص اغلب نجوم الكرة الافريقية على لباسهم التقليدي الجميل فيما يبدو حجي كعضو في المنصة بصورة اخرى وكان الاحرى به ان يرتدي جلباباابيضا وطربوشااحمرا مادمنا قد دخلنا مع بعض الحمقى صراع حضارة من زليج وغيرها في افتعال غبي يغطي على اشكالاته الداخلية وتصدير الازمة للخارج . اما الوصلات الغنائية والمجموعات المؤدية لها فتلك كارثة بكل المقاييس لامن حيث مضمون الكلمات ولاتناسق الآداءوكأن الوطن عاقر لم تعدبه كفاءات قادرة على الآداء الجيد والمتزن الراقي الذي يشرف صورة وطن يطمح لما هو نوعي راقي وهادف.
في الحقيقة في كثير من المحطات يصر لقجع على مفاجأتنا بعمل هاوي فاقد للبوصلة دون لمسة فنية .فهناك احتمالان لاثالث لهما. إما ان تكون اللجنة المشرفة محدودة الامكانيات غير واعية بمسؤولياتها من اجل استدراك كل الهفوات وتحمل شعار “كم من حاجة قضيناها بتركها” وغيرمدركة لحساسية اللحظة او أنها معينة من طرف جهات معلومة دون احترام التخصص ولاالدورالاستراتيجي الذي نراهن عليه في محطات مقبلة لاتقل اهمية عما وقع . نتساءل مع هذا كله الم يحن الوقت للقطع مع هذه السلوكات ؟ وكيف يتم اختيار هؤلاء المدبرين وماهي هوية الشركة المشرفة على الحدث ؟ ألم يكن الامر بالنظر للرهانات والحفاظ على الصورة المغربية يقتضي التعاقد مع شركة اكثر حرفية ونحن نقع تحت نظر الجميع دون التطرق لجبهة المتربصين الذين ينتظرون لحظة الاخفاق . الطموح مشروع لكن يحتاج لاحترام الكفاءات والاستثمار الجيد للإمكانات واشراك أهل الاختصاص .فرصة إخفاق مؤقت يشعرنا بازمة بنيوية في تدبير محطات تساهم بشكل كبير في الحفاظ على صورة المغرب وهو من صميم مسؤولياتها .