آخر الأخبار

ظاهرة التشرميل

بعد ظاهرة Hippisme الشبابية التي ثارت على التقدم الغربي الذي وصل حد التخمة،عبرت عن نفسها بالرجوع إلى الحياة البسيطة و الإستماع إلي موسيقى Bob Dylan وHendrix في بداية الستينات،تلتها ظاهرة Smurf،وSkin Head وظواهر أخرى مرت كسحابة صيف . إن ظاهرة التشرميل تعبير شبابي عنيف ينم عن رفض هذه الشريحة لواقع مأزوم،شباب تسلل القلق واليأس إلى نفوسهم واغتال آمالهم في الحياة بعد فشلهم في الحصول على عمل ،فاختاروا الهروب من الواقع مع من يشاركونهم هذا السلوك المنحرف،فشكلوا مجتمعا مصغرا في أماكن تأويهم ،محاولين إثبات وجودهم مستغلين العالم الإفتراضي لتمرير خطابهم وعرض غنائمهم وأسلحتهم. ظهر التشرميل مند سنتين باليضاء بين شباب ميسور جدا.بدأ هذا الرهط بالتنافس في اللباس دون عنف. المشرمل الحقيقي يجب أن يرتدي بدلة رياضية من النوع الرفيع وحداء من نوع Cobra لا يقل ثمنها عن 2500DH وامتلاك أجود الهواتف،وساعات Rolex وعطور ثمينة مع امتلاك دراجة كبيرة فاخرة. بدأ التنافس في إظهار مهارة السياقة والتباهي بتناول أجود الخمور والمخدرات ثم انتشرت الظاهرة كالنار في الهشيم إلى الأحياء الهامشية خاصة أثناء

المنافسات الرياضية وما يقابلها من صراعات ما يسمى Ultras.حاول هذا الشباب الذي عاش الفقروالجهل و التفكك الأسري أن يقلدوا هؤلاء الأثرياء فكان السبيل الأقرب هو الإجرام. لقد عرفت ظاهرة التشرميل تناميا للعنف والإعتداء الجسدي والسرقة باستمال الأسلحة البيضاء والكلاب من نوع Pitbull. لقد انجز بحث مؤخرا من طرف منظمة الصحة العالمية خلص إلى أن نصف المراهقين بالمغرب يتعاطون تدخين المخدرات،وأن انتشارالقرقوبي تضاعف ست مرات،وأن جرائم القتل ارتفعت بحوالي %52 في العشر سنوات الأخيرة،حيث يحتل المغرب المرتبة الثانية عربيا في جرائم القتل.الخلاصة أنه لايمكن القضاء على هذه الظواهرإلا بتجفيف منابع المخدرات والخمور والقرقوبي. للأسف الشديد هناك حالة تردي يعيشها المغرب على جميع الأصعدة ، فنحن لم نعد شعبا فقيرا و متخلفا فقط بل صرنا شعبا فقد بوصلته وهويته ،وأصبحنا في حاجة ماسة إلى تعبئة أخلاقية ودينية في أقرب الآجال،لأن رصيدنا الأخلاقي قد انتهى ونحتاج إلى Recharge.إن الدولة هي المسؤولة على الأمن وسلامة المواطنين الصحية البدنية والعقلية.وللمسؤولين الذين يقصرون في واجبهم أقول لهم ما قال الشاعر:
فلو في النار تنفخ لاستنارت

ولكن أنت تنفخ في الرماد

لقد أسمعت لوناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي.

المبارك الگنوني