آخر الأخبار

عاشق المسرح سليل بيير أندليل – 1 –

يعشق المسرح ، لكنه يشتغل بتوسل تقنية المسرح داخل المسرح أو التضمين المسرحي ، تلك هي العلامة المميزة لأعمال الفنان الشاب عمر جدلي.
فسواء في مسرحية مشرط لحناك أو رياض الزاهية أو طريق السلامة أو شغل لعيالات وأش داني و دار الباشا التي كتبها و أخرجها لفرقة أرلكان بمراكش إلى أش داني تم سحت الليل التي قدمها مع فرقة غرناطة بالبيضاء، نجد المسرح
داخل المسرح في ما ينجزه هذا المبدع الجميل من أعمال دائما ما تخلق الامتاع لجمهور متنوع يعشق المسرح ويقصد قاعات العرض من أجل أبي الفنون. و لعل الغاية من وراء توسله هذه التقنية، الارتقاء بالفرجة منت مستوى الاستمتاع السلبي إلى المتعة المشاركة التي يصبح فيها للجمهور فاعلا و مشاركا بتفاعله إن لم نقل بتعليقه أو حتى برأي و موقف. المرجح أن مذهبه هذا يشد لخلفيته الثقافية و أطره المرجعية الضاربة في ذاكرة وتجربة مسرح الهواة ( المسرح الجديد) بالمغرب
و الذي شكل مختبر تجريب و استنبات مختلف الاتجاهات و المدارس المسرحية في سياق و سيرورة تروم تأصيل مسرح مغربي له رسالة و قضية ينهض عليها و تكتسب قوتها المادية بفعله. إجمالا يمكن الجزم على أن عمر جدلي يجد ضالته في
هذا الاسلوب الذي يتيح له سلاسة فعالة في الاشارة للجمهور المتفرج أن لا اكتمال لمتعة الفرجة المسرحية دون العلاقة الجدلية بين يجري فوق الخشبة و ما يعتمل في قلب صالة غير محايدة، جدل يعادله التقابل التفاعلي بين تضاد المتخيل و
الوقع ، كما بين الوهم و الحقيقة ، على ما كل ما يحتل مكانا داخل الابداع الفني أصدق و ابقى من الواقعي.
1)- عرض سحت الليل
منجز مسرحي لفرقة غرناطة من الدار البيضاء .كتبها و أخرجها للمسرح الفنان عمر جدلي. شخص أدوارها كل  عبد اللطيف خمولي الذي يمكن التأريخ لتألقه المسرحي بتجربته ضمن فرقة مسرح اليوم التي قادتها الفنانة القديرة ثرية جبران ، وأخرج كل أعمالها الفنان عبد الواحد عوزري وإلى جانبه الفنان المتألق عبد الرحيم المنياري أحد خريجي مدرسة الفنان الكبير الاستاذ محمد سعيد عفيفي. والفنانة هند بنجبارة خريجة المعهد العالي لفن المسرحي و التنشيط الثقافي مع حضور
مميز لعازفة الكمان سلمى بنجبارة.
2)- عنوان العرض
سحت الليل وهو اسم متداول بين العموم ، له دلالة متجذرة في المخيال الشعبي المغربي ،تطلق علة طائر الوطواط الذي يعد من الثدييات و يصنف ضمن الطيور المهاجرة مع التأكيد على أنه من أخبث الطيور أولا ، من حيث أنه الطائر الذي لا يشيد لنفسه عشا ،و لا نه بارع في استغلال غيره من الطيور لحضن بيضه ( يضع بيضه في عش غيره بعد تحين فرصة اتلاف بيض هذا الغير ) كما أن له قدرة على ضبط ميقات ظهور فراخه (19 يوما) بهذا يحافظ على نوعه من دون تعب أو مشقة
إسوة ببقية الطير.
و هي الصفة التي يشار بها للزوج الذي من جملة أسمائه، الخفاش أو مصاص الدماء. في الثقافة الغربية يعرف بالاسم
و الذي صار كنية يجري اعمالها دلاليا للإشارة لمن تخونه زوجه من الرجال. مقابل ذلك لطائر الوطواط Cuckold – نصيب في الثقافة العربية . ذلك أن رؤية المرأة له في الحلم، يفسر على أنه ستحمل و ستلد…إضافة لدلالات مغايرة تتنوع
و تختلف بين الشابة و الناضجة كما بينهما و بين الرجل. يبقى أن نتساءل كيف تحضر هذه الدلالات أو لا تحضر في استلهام
شخصية سحت الليل و الارتقاء بها من مستوى طائر الشأم إلى الفاعل في الحدث الدرامي؟ موضوع هذ العرض المسرحي
لفرقة غرناطة.
3)- رسالة العرض/موضوعة العرض
ينهض العرض في مسرحية سحت الليل على قاعدة التناقض بين الحرب و السلم في مطلق المكان و الزمان اللذين يحيا
في نطاقهما الانسان. الشيء الذي يتعين معه القول بأن مسرحية سحت الليل دراما مسرحية سياسية بخلفية اجتماعية. لذا فهي
تقوم على أساس مادي تمتله قوى و تتصارع من أجله باعتباره مصالح مادية ( مال ،ثروة ،ميراث…) لها تجليها و مظهرها
السياسي ( السلطة، النفوذ.. الجاه) و تضارب المصالح، بما هو صراع طبقي /اجتماعي

عبد الإله المهمة / البيضاء