عاش الشعب .
واذا لم يعش الشعب ، فمن سيعيش بعده ؟
الشعب وحدة موضوع ومشاعر متبادلة تهز كيانك حين يزف النشيد عبر معزوفة تحمل عناوين حياة كريمة نطمح لان تكون واقعا ملموسا على الارض . وتمدنا باجنحة لنحلق سويا في عالم يرتفع عن كل الماسي.
كلمات ليست كباقي الكلمات.
نشيد بدون شعب يؤمن به لاقيمة له.
احفظوا لنا ادميتنا وانسانيتنا حتى نشعر بهذا الانتماء.. !
لا تجعلونا نردده خوفا ورهبة حتى لانتهم بالخيانة …!
لن نقبل المقايضة تحت وقع الحاجة بان نعلن وطنيتنا مقابل دريهمات ،او ريع من تحت الطاولة ، او نظرة حقيرة لمخبر او عون سلطة. نحن لسنا في حاجة لمن يصادق على انتمائنا للوطن ، ويمدنا بوثيقةمدموغة بالاهانة ومصروف يثقل كاهلنا سموه جورا ” قهيوة وتدويرة ” تدور معها اجسادنا المتعبة بين مرافق تثير فينا التقزز ومظاهر التنقيص والتبخيس.
اننا نحن الوطن ، ونحن الشعب ، ومن يتهمنا بغير ذلك فعليه ان يتحقق من هويته وجنسيته قبل اي شيء اخر. من يغري الفقراء والمحتاجين والمياومين والمشردين وغيرهم كثير ان التعبير عن الوطنية بمقابل فهو خائن لهذا الوطن.
نحن الشعب والوطن على حد سواء ،نحبه بلاحدود ولا متاريس ، نحن الشعب رغم كل التناقضات تهز مشاعره فرحة فيخرج للشارع معبرا يجوب كل الامكنة ليوصلها حتى لا يخفيها. واذا تكالبت عليه الظروف واستاسد عليه الفساد فانه يثور مرة اخرى في فضاءات محددة ليبلغ رسالته. كثير من مشاعرنا تسفهها اجراءات بليدة. فلايحدث تفاعل ولا تجاوب بل عنف وقهر وصد وتكسير كل ارادة لمجرد انها تعبر عن موقف. كم تخيف الاجهزة المواقف والثباث على المبادئ والمحطات النضالية النوعية والكمية الواعية بالقضايا و التي تعبر عن احتجاج فاق التوقعات. ولايخضع للمساومة تحية حب وتقدير لكل حامل قضية وطن.
ارفع راسك فانت حر …!
ولتسقط كل الشعارات فكم خانتنا الايديولوجيات وفرقتنا لملل ونحل ،فلم الخوف مادامت الماسي تتضاعف في زمن سرقت فيه كل الاحلام فتواطأوا على قتلها عصابة من سراق الوطن لينعموا هم ونسلهم بها ويبقى الجميع تحت ضغط الفقر والحاجة والمعاناة واللامبالاة.
ياتي فصل الشتاء ليفضح كم نحن اقسى منه على بعضنا البعض و ليقف على حقيقة وطن وكم من المتسكعين فيه ضاعوا بين هوية مهدورة وعيش لاحياة كريمة فيه يديننا جميعا ، وكيف ان الصقيع يخطف كل يوم منا واحداتارة على الرصيف واخرى في قرية مهجورة الامر سيان. نحن في هذا الوطن لسنا سواسية فيه فهناك علية القوم وفي المقابل ماتبقى من الرعية .
يمعنون في مصادرة حقوقنا حتى نحس بوطنية على المقاس هم من وقفوا على صياغتها وجرعتها وقننوها .
عليك ان تدفع من جيبك وعرقك وكدك وجهدك ومعاناتك. لتحقق ذاك الانتماء ، في كل لحظة يختبرونك ليقفوا على درجة وطنيتك ويطالبوك بالخروج للشارع ورفع كل الرموز والهتاف والاناشيد والشعارات. والفسدة محصنون في ابراجهم وغير معنيين بكل هذه الصور ،هم يعتبرون الوطن بقرة حلوب ضرعها ملك لهم يستفيدون منه كيفما شاءوا ووقت ماشاءوا.
حين تخرج للمطالبة بكرامتك بخبزك برغيف يومك بصحتك بحريتك تتصدى لك صفوف وصنوف من القمع و العذاب لتوجه لك كما هائلا من الركل والرفس والاهانة.
انتم ايها القابعون في الصالونات ،المغيبون عن الحراك ،الفاقدون للشرعية مادامت كل قراراتكم غير شعبية ومكلفة اثقلت كاهلنا ونسفت كل امل متبقى.
اسمعوا كلاما وشعارا .
” نحن الشعب ونحن الوطن فمن تكونوا انتم ؟ ”
ذ ادريس المغلشي.