صاحب” ريحة الدوار ” عاطر ، يحدث “فوضى” في معرض الكتاب .
إدريس الأندلسي
ما أجمل أن تجد فنانا محاطا بمعجبيه و كلهم يعبرون عن حبهم له و هو يجيبهم بكلمات بسيطة على شكل دعاء. ” الله يكبر بيكم” هكذا هو الفنان عاطر الذي يتواجد يوميا في معرض الكتاب في جناح مجلس الجالية. يطوف بميكروفون صحبة صاحب الكاميرا ليستقى أراء الناس حول الكتاب و الثقافة. التقى في إحدى أروقة المعرض عازفا على العود فالقى عليه التحية بشكل طريف رابطا بين العزف على سلطان الآلات الموسيقية و العزوف عن القراءة. و بالطبع تظل محاورة عاطر لرواد المعرض وثيقة الصلة بالكتاب.
صاحب ريحة الدوار يبحث في الزوايا ” الميتة” في العلاقة بين المعرض و زواره. يسأل بالطبع عن الكتاب و الهجرة و كذلك عن الكتاب و المعيش اليومي للمواطنات و المواطنين. و هو منهمك في عمله الإعلامي و الفني تطوقه جموع من الزوار لأخد الصور. يقبل بتواضع طلبات الزوار و لو أدى الأمر إلى ازدحام مؤقت بين جناحين. قد يجهل الكثير بتكوين عاطر الجامعي و إصراره على الحفر في علم اركيولوجيا الثقافة مع ربطها بالبحث السوسيولوجي. كم كان يتمنى أن ترجع عجلة التاريخ إلى الوراء لكي يسمع “بول باسكون” حلقات من برنامج “ريحة الدوار” .
الفوضى التي يحدثها الفنان في معرض الكتاب جميلة و ذات أهداف نبيلة. كم أتمنى أن يحج الفنانون بكثرة إلى معرض الكتاب. و أقصد بالفنانين أولئك الذين لا يستهزؤون بالثقافة و تعلم اللغات و السعي إلى توسيع آفاقهم المعرفية. فالعارف بفعل الأغنية في السلوك و في المشاعر لا يمكن أن لا يحب علم التاريخ و الجغرافيا و علوم المسرح و السينما و الرسم. شكرا لكل مؤسسة رسمية أو خاصة تشرك الفنان في تنشيط المشهد الثقافي ببلادنا. و ما أجمل تأثير العزف الموسيقي الراقي في تخفيف العزوف عن القراءة و مزيدا من الفوضى الجميلة و لا أقول “الخلاقة” يا فنان البوادي و كاشف كنوز الثراث البدوي. يا عاطر. العزف و العزوف