عبد السلام الجبلي متحدثا عن علاقته بالملك الراحل الحسن الثاني وإدريس البصري وجمال عبد الناصر وحمان الفطواكي في الجزء الثاني من برنامج دردشة .
حسن البوهي
قال شيخ المقاومين المغاربة عبد السلام الجبلي أنه جمعته علاقة تواصلية مستمرة بالملك الراحل الحسن الثاني الذي كان يستشيره في العديد من القضايا بعد عودته من المنفى بفرنسا، متوقفا في السياق ذاته عن الأسباب التي كانت وراء تفاديه مقابلة الملك الراحل بباريس، وامتناعه عن تلبية طلبه لخوض غمار إحدى الاستحقاقات البرلمانية، مشيرا إلى تفاصيل لقائه بوزير الداخلية السابق إدريس البصري، الذي كان يتهيب ويخشى ملاقاة عبد السلام واعترافه له بشكل مباشر قائلا: “كان تايتسحاب لي غادي نتلاقا ب غول”، معرجا على حيثيات الدعوة التي تلقاها من الرئيس المصري السابق “جمال عبد الناصر” والسياق الذي جاءت فيه، كاشفا من جهة أخرى موقفه من الراحل “الفقيه البصري” والعديد السياسيين الذين كانوا خارج أرض الوطن والأسباب التي جعلته يتبرأ من توجهاتهم، ليتخذ لنفسه مسارا مغايرا ينتصر لمصالح المغرب ووحدته الترابية، كما يميط اللثام في هذا اللقاء الحواري لبرنامج “دردشة” الذي يُشرف على إعداده وتقديمه الزميل حسن البوهي عن العديد من التفاصيل والأحداث المرتبطة بعمليات فراره الهوليودية من سجون الإعتقال إبان فترة الحماية الفرنسية، مشيرا إلى عمليات التجويع القاسية التي عانى منها داخل أسوارسجن أكادير، وكذا سيرورة الأحداث التي مكنته من استثمار تضامن السجناء معه من خلال إضراب عام لفرض مجموعة من التدابير التنظيمية على إدارة السجن، والتي مكنت السجناء من الإشراف بشكل مباشر على عمليات التغذية والنظافة، كما يكشف في اللقاء الحواري ذاته عن علاقته بأيقونة المقاومة المغربية الشهيد حمان الفطواكي، إلى جانب الأسباب التي حدت به إلى اختيار الإقامة في فرنسا (وهي التي كانت تطالب حتى عهد قريب برأسه) ورفضه لعروض الإقامة التي قُدمت له من طرف مجموعة من الدول العربية كالجزائر ومصر وسوريا…بالإضافة إلى مجموعة من التفاصيل والأحداث التي ميزت مسيرته النضالية الحافلة.
وجدير بالذكر فمولاي عبد السلام جبلي أيقونة فذة من أيقونات المقاومة المسلحة والكفاح الوطني، تشرًب الفكر التحرري وهو لم يشب بعد عن الطوق، بنكران للذات نذر حياته من أجل تحقيق الاستقلال إبان فترة الحماية الفرنسية على المغرب، وأمن بإرساء أسس دولة ديموقراطية حديثة، وهو ما عرضه للإعتقال مرات عديدة بسجون القنيطرة، مراكش، تارودانت، ورزازات، تازناخت، والدار البيضاء، قبل أن يتجرع مرارة النفي خارج أرض الوطن بعد أن حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات.
صدر له حول سيرته الذاتية كتاب تحت عنوان “يوميات العمل الوطني المسلح في المغرب” للكاتب عبد الله العلوي، وكتاب ثان بعنوان: “المقاومة وتستمر الحكاية” للكاتب أسامة الزكاري، ثم كتاب ثالث موسوم ب “أوراق من ساحة المقاومة المغربية” باللغتين العربية والفرنسية.a