آخر الأخبار

عبد الكريم مطيع بين حد السرقة و قتل النفس بغير حق !!

جاء في مراسلة للسبد عبد الكريم مطيع، مؤسس حركة الشبيبة الإسلامية بالمغرب، في موضوع ” حد السرقة : ومعركة العودة إلى حاكمية الإسلام ” : إذا ما تأكدت الحاجة إلى بناء ثورة إسلامية عالمية قوية، تقوم بالشهادة على هذا العصر، بما يفرضه واقع الإنسانية، ومشاكلها وهمومها، ويفرضه واقع الانحرافات عن شريعة الإسلام، الذي تعيشه البشرية. سواء في ظل النظم الجاهلية العصرية، أو في ظل النظم الحالية التي تدعي أو تتبجح بكونها إسلامية ويفرضه واقع التحديات الإمبريالية – شرقيها وغربيها – وهجومها الدنس على شعوب المسلمين وقيمهم ومقدساتهم. ويفرضه قبل هذا وذاك، طبيعة تحملنا للأمانة في عالمي الغيب والشهود… ”

و أوضح مؤسس التيار الاسلامي، أن”  ارتفاع مستوى فكرنا وتخطيطنا ومناهجنا للحياة بكل أوجه النشاط الإنساني فيها، بما يناسب مكانة عقيدتنا في الأرض والسماء، وسمو أهدافها، وخطورة شأنها، يعتبر عاملا أساسيا وضروريا من عوامل النصر الحقيقي، وتحقيق الأهداف الصريحة للدين الإسلامي” .

واضاف المتهم الاول في اغتيال الشهيد عمر بنجلون، ” لكن بذلت محاولات جادة وموفقة لتغيير الفكر والتربية لدى الأمة الإسلامية وطبيعتها المؤمنة. بما يناسب أصول العقيدة ونبعها الصافي من كتاب الله وسنة الرسول ، فأخذ المسلمون يتخلصون بالتدريج، من مختلف الانحرافات والمشعوذات والخرافيات والهلوسات والطقوس الوثنية الدخيلة على الإسلام في ميادين الروح والفكر والسلوك…. فإن البعد الإسلامي في ميدان تقديم البدائل والمناهج والحلول الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، مازال يعاني من نقص وهزالية وغثائية، تجعل الفرد المسلم في وضع انهزامي أمام مختلف التيارات الجاهلية التي يواجهها، كما تجعل أي دولة إسلامية مدعاة، تدور في حلقة مفرغة من مناهج وضعية، رأسمالية أو ماركسية، أو محاولات تلفيقية ترقيعية توفيقية لمناهج أرضية تحاول أن تلونها بصباغ اسلامي باهت ” .

في هذا الإطار، – يقول مطيع –  نحاول أن نرتفع بالدعوة الإسلامية إلى درجة أرقى، وندفع بها إلى مستوى أعلى، يقوم على ترشيد الدعاة فكريا وثوريا من جهة، وعلى المساهمة في إعادة صياغة جديدة للنظم الإسلامية الأصيلة، بتقديم البدائل المنظرة لهم في جميع الميادين السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والعسكرية والفنية والأدبية والثقافية، من جهة أخرى. وبذلك تقوم – إن شاء الله – في المغرب وفي غير المغرب من مختلف أقطار المسلمين، ثورة إسلامية عالمية قوية، راشدة متكاملة، تسير على خطين متوازنين ومتوازيين : خط الثورة المسلحة !! ، وخط المحتوى الثوري الذي يقدم البديل الأصيل، الرباني، لكل مشاكل الحياة، وصورها، ونشاطها.

لكن السيد عبد الكريم مطيع الذي اشتغل بسلك التعليم معلما، أستاذا ثم مؤطرا تربويا ( مفتش ) نسي او تناسب قتل النفس بغير حق، و اتهامه باغتيال الشهيد عمر بنجلون، طبعا هو لم ينفذ العملية الدنيئة ، لكن نظر لها و اعطى توجيهاته، باعتبار المكانة التي يحظى بها داخل الجماعة التي تعتبره مؤسسا للتيار الإسلامي المعاصر في البلاد،  الذي تفرعت عنه الجمعيات و الأحزاب السياسية الإسلامية !! .

لذلك وجب تذكير هذا ” العلامة ” أن  قتل النفس بغير وجه حق، من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه فقال: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ( سورة الإسراء ) 

وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اجتنبوا السبع الموبقات، ومنها  قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

فمن قتل مسلما متعمدا قتله، فإنه ينتظره من الوعيد، مصداقا بقوله تعالى : ”  ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ” ( سورة   النساء ) 

والواجب على من قتل المسلم هو القصاص إلا أن يعفو أولياء القتيل، أو يقبلوا بالدية، وإن كان القتل خطأ أو شبه عمد فإن الواجب الدية، والكفارة، وهي: تحرير رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، قال تعالى: ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما ” ( سورة النساء ) .

رغم انه لم ينفذ العملية فإنه المسؤول الاول و الاخير عن اغتيال الشهيد عمر بنجلون، لأنه كان المنظر الرئيسي الجماعة من جهة و نظرا لبساطة منفذي العملية من حيث التعليم و الثقافة، و بالتالي فهو الذي يتحمل وزر ذنب و معصية  القتل عمداً بغير حق، وهو أعظم الذنوب بعد الشرك بالله عز وجل، يقول الله تعالى: ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما ” ( سوى النساء )، أو : ” من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض، فكأنما قتل الناس جميعا ” ( سورة المائدة ) .

وجاء في حديث خير البرية : ” لزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل رجل مسلم ” ،  و ” لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ” .

و القتل عمداً تتعلق به ثلاثة حقوق : حق لله، حق للمقتول، وحق لأولياء القتيل، فإذا أداها برئت ذمته، فهل قام أداها مطيع ؟ قبل تقديم الدروس في حد السرقة و الحديث عن العودة إلى حاكمية الاسلام .