وداعا الصحفي المقتدر والمناضل الاتحادي الفد والمثقف العضوي عبداللطيف جبرو…
عبد الحق عندليب
ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة أحد فطاحلة الصحافة المغربية، إنه المناضل والمثقف والسياسي عبداللطيف جبرو، الذي اشتغل كصحفي في عدة منابر إعلامية منها التحرير والأهداف والمحرر والاتحاد الاشتراكي والأحداث المغربية والذي يعود له الفضل الكبير في تدوين صفحات من تاريخ الاتحاد الاشتراكي للقوات وفي سبر أغوار أمجاده وذاكرته من خلال إصداره لعدة كتب حول الشهيد المهدي بن بركة والشهيد عمر بنجلون والفقيد عبدالرحيم بوعبيد وحول مراحل سياسية دقيقة وهامة من حياة الاتحاد ..
تعرض الفقيد الراحل عبداللطيف جبرو للاعتقال السياسي والتعذيب بالمعتقل السري الرهيب دار المقري خلال سنوات الرصاص بسبب قناعاته السياسية ومواقفه المبدئية التي تشربها في حزبه على يد رواد ورموز الاتحاد وتميز بكتاباته الغزيرة واللاذعة والجريئة ضد الاستبداد وضد القمع الذي سلط على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحول فكر الشهيدين المهدي بن بركة وعمر بن جلون وحول مسارات الزعماء التاريخيين للاتحاد مثل المرحوم عبدالرحيم بوعبيد والمرحوم عبدالرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي أطال الله في عمره.
أذكر في هذه المناسبة الأليمة أن الأستاذ عبد اللطيف جبرو كان قد شجعني قبل حوالي 15 سنة على إنجاز بحث جامعي حول حرية الصحافة في المغرب الذي قمت به في إطار تحضير دبلوم جامعي يكافئ شهادة الماستر لحساب جامعة نانت بفرنسا. وقد زرته في بيته وأجريت معه حوارا مطولا زودني فيه بعدة أفكار ونصائح ومعلومات، كما استفذت كثيرا من كتاباته السياسية القيمة التي تضمنتها كتبه التي زودني بها والتي تناول فيها مرحلة دقيقة من تاريخ المغرب المعاصر ما بعد الإعلان عن الاستقلال خاصة مرحلة سنوات الجمر والرصاص.
رحم الله المناضل الجرئ والصادق الأستاذ والمثقف العضوي عبداللطيف جبرو وألهم أسرته الصغير وأسرته السياسية جميل الصبر والسلوان.