آخر الأخبار

عداء الحكام الجزائريين للمغرب

َيتاكد يوما عن يوم ان حكام الجزائر في هذه الفترة الشنقريحية وصلوا الى درجة من العداء للمغرب والمغاربة لا مثيل لها. ليس الاعلام المعسكر وحده من يكشف هذا العداء، بل التحركات المجنونة للمسؤولين الجزائريين في كل مكان بكل ما يمتلكونه، مع تشديد الضغوط على الشقيقة موريتانيا بشكل خاص.
هناك انحراف دهني في هذه العدائية المتطرفة، التي يرفضها الكثير من الاخوة الجزائريين علنا، ناتج عن اسباب متعددة، ومنها الخوف الذي يساور هؤلاء بالنسبة لمستقبل كانوا يتوهمون انه للهيمنة وليس للتعاون والتكامل المغاربي.
الاوضاع الداخلية تخيفهم، لانه ليس لديهم ما يقدمونه للشعب الجزائري بعدما صار مؤكدا ان زمن عائدات البترول المرتفعة انتهى، نتيجة التحول الطاقي العالمي وتراجع القدرة التصديرية للجزائر فيما يخص البترول بما يناهز 40%، فليس في رصيدهم غير الفشل واهدار الموارد والفرص، وهو ما ستكون له تبعات بعد نهاية كورونا.
التطورات الجيوسياسية في المنطقة يخيفهم، لانهم يكتشفون ان استثمارهم في حركة انفصالية، اعتبروها حجرا في حداء المغرب يعطل حركته، يتجه نحو الافلاس وضياع ملايير الدولارات، وذلك بعدما تمكن المغرب بامكانيات تقل عما جنته الجزائر من البترول والغاز من تحقيق انجازات تنموية كبيرة تثير انتباه الراي العام الجزائري وتجعله ياسف على ماالت اليه الجزائر، وايضا بعدما تمكن المغرب من احراز تقدم واضح وملموس على طريق تاكيد وحدته الترابية بالدعم الدولي و اصبح الطرح الانفصالي مرفوض دوليا وعلى نطاق واسع، وحتى من ينافقون حكام الجزائر ومن يحافظون على امكانية حلب ما تبقى لها من موارد ليسوا مقتنعين به، وغير خاف على هؤلاء الحكام ان الولايات المتحدة، وحتى قبل الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه واعتبار الحكم الذاتي الحل الوحيد، كانت ضد خلق اي دولة او دويلة جديدة في افريقيا، وهو نفس موقف مختلف الاطراف الدولية الفاعلة في القارة السمراء مهما اختلفت حساباتها ومصالحها، لان القارة التي ينشط فيها ما لايقل عن 17 حركة انفصالية حاليا، قد تتحول الى مجال للاقتتال ولمزيد من التخلف والماسي الانسانية لو تاتى للنزعات الانفصالية، التي يبدو ان بوليساريو على صلة بالكثير منها، ان تشعل الحروب او ان تكرر تجربة السودان الجنوبي، ويتبين ان الدول الافريقية عموما واعية بهذا الخطر، وان كانت بعض الحسابات الضيقة تجعل البعض منها تغض النظر عنه كما هو الشان بالنسبة لجنوب افريقيا واطرافها. كل هذه الامور يعرفها الجنيرالات الممسكين بالقرار في الجزائر، لكن وبدل اخذها بعين الاعتبار والتصرف بعقلانية وبحساب مستقبلي متحرر من حساب المصالح الضيقة، فانهم يهربون الى الوراء يساورهم وهم عودة الامور الى الوراء، وهو وهم خطير للغاية، لانه يقود الى الهدم، الهدم الذاتي اولا.
وفي الواقع، فان ما يسقط في الجزائر اليوم، بعدما ترسخ طويلا، هو ارث الجزائر الفرنسية الذي رسخه الاستعمار وكان في نيته ان يظل هذا البلد المغاربي الشقيق محافظة فرنسية لما وراء البحار تمكنه من فرض مراقبته على باقي المستعمرات السابقة، و بسقوطه تنتهي صلاحية الجنيرالات الذين عاشوا عليه و استولوا على الخيرات الكثيرة للبلد وحولوها الى الخارج كما ينكشف ذلك في كل لحظة، وان الاقتتال الجاري وتصفية الحسابات التي لاتنتهي في المدة الاخيرة بين اساطين نظام الجنيرالات علامة من علامة انتهاء صلاحيتهم، و اقتراب الشعب الجزائري من مرحلة تحرر ثانية بعدما غذر بثورثه التحريرية بانقلاب صيف 1962.
تاجيج الجنيرالات للحقد ضد المغرب والمغاربة جميعهم بلغة تمتح من قاموس العنصرية احيانا، لن يفيدهم في شئ، لكنه لابد من الحدر من تحركات اليائس والفاشل عندما تصل الى مرحلة شبيهة بالجنون.

محمد نجيب كومينة