أكد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، خلال تقديم عدد جديد من مجلة “الثقافة المغربية”، أن إعادة إطلاق المجلة إلى جانب مجلتي “الفنون” و”إقرأ” تساهم في إغناء الحركية الثقافية، وتؤكد الحرص على تجنيب وسائط القراءة والفكر مصائر التوقف.
وأوضح الوزير، في كلمة خلال الندوة الصحفية المخصصة لتقديم العدد 39 ( يونيو 2019) الذي يناقش ملف “ثقافة التسامح” بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أن اللقاء يشكل مناسبة لكشف ما يحفل به العدد الجديد من معارف وموضوعات علمية وفكرية تنثر في الأفق قيم المعرفة والتسامح والجمال، من خلال مقاربة موضوع التسامح في خط قيمي يتماهى مع العمق الحضاري للمغرب، وينشد إبراز الوجه المتحضر لمغرب متعدد ومتنوع، في عالم تصطدم فيه نزعات الكراهية والإقصاء.
وأبرز أن توسيع شبكة القراءة العمومية وإحاطة الكتاب بكل شروط النهضة سواء عبر برامج الدعم أو التظاهرات والمعارض الجهوية والوطنية والدولية، أو من خلال أعمال التكريم تعد تدابير تسعى إلى إشاعة فعل القراءة، كوقود لا بديل عنه لبناء مجتمع سليم، معتبرا أن وسائط القراءة تعد ضمن الآليات الضرورية للتحفيز على القراءة من جهة، وتوفير منابر فكرية لنشر المنتوج الفكري وكذا التداول حول مختلف الأسئلة الفكرية ومواضيع المستقبل والمآل.
وأضاف السيد الأعرج أن النهوض بالكتاب والقراءة يتطلب أيضا الاشتغال من داخل اللغة الرقمية للعصر، وذلك لتوسيع مساحات التفاعل مع قضايا الكتاب والقراءة، مشددا على ضرورة خوض هذه الأوراش المفتوحة لجعل الثقافة قاطرة حقيقية للتنمية.
من جهته، قال صلاح بوسريف، المدير المسؤول عن المجلة، إن المجلة، التي عادت إلى الحياة بعد توقف دام أربع سنوات، عادت لتنسجم مع طبيعة التحولات التي تعرفها الساحة الإعلامية والثقافية وساحة النشر، مضيفا أن مجلة “الثقافة المغربية” تشكل نافذة إعلامية يتواصل من خلالها الكتاب والأدباء المغاربة مع محيطهم.
ويتضمن العدد 39 من مجلة “الثقافة المغربية” التي تصدرها وزارة الثقافة والاتصال، ملفا حول ثقافة التسامح، بالإضافة إلى حوار مع الباحث والناقد المغربي محمد مفتاح، ومواد فكرية وثقافية متنوعة بمشاركة نخبة من الكتاب والباحثين والمبدعين المغاربة.
وجاء في افتتاحية العدد، التي تحمل عنوان “مغرب التنوع والاختلاف”، أن الثقافة المغربية، “وبقدر انفتاحها على ماضيها، وقراءته كإرث ثقافي يؤصل للمعنى الثقافي عند المغاربة (…)، بقدر ما ترى في جوارها أفقا للمصافحة والحوار، ولتبادل التجارب والخبرات والمفاهيم والأفكار”، مضيفة أن “الهوية المغربية، لم تكن منغلقة على ذاتها، ولا منكفئة على ماضيها دون مستقبلها، بل إنها، كما تشهد بذلك المدونات التاريخية، كانت، دائما، هوية متنوعة وغنية بتعددها، وبقبولها بال+الآخر+ دون إقصاء أو إبعاد”.