حومة شيدت على أرض عرصة ملكتها عائلة الحوتة
تقع حومة عرصة الحوتة، التي شيدت على أرض عرصة ملكتها عائلة الحوتة ، بالجنوب الشرقي للمدينة العتيقة لمراكش بالقرب من حومة بن صالح واسبتيين وعرصة الغزايل .
وكانت مدينة مراكش، تضم سابقا العديد من الحدائق أوما يطلق عليه محليا” العرصات”، كان السكان يتخذونها للنزهة ، حيث كانت المدينة العتيقة تتوفر على عدة حدائق، عرصات كالغزايل،الحوتة، بلبركة، الحامض،المعاش ،بوعزة وغيرها، حيث تحولت الحدائق السابقة إلى تجمعات سكنية لا تختلف عن باقي “حومات” المدينة القديمة.
ومع تكاثر سكان المدينة، واتساع حركة البناء بها، بدأت عرصة الحوتة كباقي العراصي الداخلية تتقلص، وتقطع أشجارها لتصبح دورا سكنية، ومنها ما احتفظ باسمه الأصلي قبل البناء، وما تغير اسمه، وما بقي محتفظا بلفظ “عرصة” فقط مع إغفال الاسم الخاص، وهذا ما يفسر وجود عدة دروب في أحياء مراكش تحمل اسم درب العرصة.
وعرصة الحوتة هي من المساحات الخضراء المستهلكة التي قضي فيها على العراصي، حيث ساعد وفرة الماء الذي هو أصل كل شيء حي وشجع السكان على إقامة الحدائق والعراصي، وغرس الأشجار في البيوت والشوارع لتلطيف جو المدينة الحار صيفا، وتعطيره بروائح الورود والأزهار ربيعا.
وتضم عرصة الحوتة مجموعة من الدروب لها حمولة ثقافية وتحمل اسماء لها ارتباط بالبيئة الثقافية المراكشية والتأتير الديني فيها كدرب الدولة، الذي كان يضم مكان مبيت قطيع البقر، ودرب الفران، درب النقب، درب النو، درب الجامع، درب البومبة، درب السعادة، درب الشراطة، درب بنت ازريويل ، درب بين العراصي، طريق بين العراصي، درب الدروج.
في حومة عرصة الحوتة يبدو لون المباني كما لو أنه تتويج جميل لمجهود بناء يبتدئ مع وضع الأساس، قبل أن يغادره العمال وقد جعلوا اللون زينة تؤكد انتماء البيت للمدينة التي تحتضنه، اللون الأحمر، بهذا المعنى، يتحول إلى شهادة اكتمال البيت، كما يصير شهادة قبول ورقماً وعنواناً يُضافان إلى باقي أرقام وعناوين بيوت دروب وأحياء المدينة المترامية الأطراف.