حتى قبل أن يأتينا ببطولة أفريقيا للمحليين،حقق الحسين عموتة كل الألقاب الممكنة مع الفتح الرباطي و مع الوداد الرياضي محليا و أفريقيا و أنجز إحقاقات كبيرة مع السد القطري محليا و آسيويا عندما كان يدرب ترسانة من النجوم أهمها الإسباني راؤول كونزاليس.
لا يخفى على أحد من متتبعي الشأن الكروي ببلادنا أن مدربنا ،ابن مدينة الخميسات يرتكز في عمله على الانضباط و الجدية و الإخلاص للقميص،فكما كان لاعبا فهو كذلك مدربا.
حيث أذكر و أشهد أنه في صيف 1990 و مباشرة بعد مونديال إيطاليا كنت في معسكر منتخب الفتيان و كان يعسكر رفقتنا بمعهد مولاي رشيد بالرباط المنتخب الأول بقيادة المرحوم عبد الله ابليندا بمساعدة عبدالغني بالناصري، كان الحسين لا يفارق المسجد و كان خجولا،كتوما،لا يجتمع كثيرا في بهو المعهد ،كان يلازم الطاهر لخلج كثيرا،كان الحسين أول المطبقين لتعليمات النظام الداخلي في منطقة سكن اللاعبين، لا يسهر أبدا،يفضل تناول كتاب على لعب الورق، لا يسمع له صوت،هادئ الطبع،حاد الذكاء، قليل الكلام.
هكذا عرفت اللاعب الزموري عن قرب في بداياته و هكذا يقول عنه كل المقربين منه في مدينة الخميسات لاعبا و مدربا.
المدرب عموتة اكتسب خبرة كبيرة في التدريب و التأطير، زاده المعرفي في المجال كبير جدا،و طريقته في التدريب مبنية على الصرامة و تطبيق التعليمات حرفيا،أسلوب قيادته للمباريات تكتيكيا يشبه نهج كبار المدربين في هذا التخصص مثل إيمي جاكيه، تراباتوني، ليبي، كابيلو، مورينيو، سيميوني…
يعتمد على تتبيث دفاع صلب أمامه رجلي وسط دفاعي مقاتل، يشكل دوبل ريدو و يأمن تماما المحور الخلفي،صانع اللعب له كل الحرية في الإبداع في خلق الفرص عن طريق المراوغة و التمرير أو التسديد من أجل التسجيل ،خط الهجوم ناهيك عن التنشيط الهجومي و مهمة التسجيل المناط بهما فإلزامي عليه القيام بالمساندة الدفاعية و الارتداد للخلف من أجل غلق المنافذ على الخصم.
النهج التكتيكي للحسين عموتة هو الكفيل بضمان النتائج الإيجابية و هو الذي بواسطته تتحقق الانجازات و نحصل به على الكؤوس و البطولات ،و هذا هو المطلوب فعلا في كرة القدم الحديثة.
الحسين، المدرب الافضل لتسلم الشاهد من وحيد قبل أن يقع الفأس في الرأس كما يقال في المستقبل القريب، الحسين الصارم لا يعترف إلا بالجدية والانضباط داخل الملعب و خارجه، لن يدع الحبل على الغارب لبعض الجانحين من المحترفين خصوصا في المعسكرات التي تسبق النهائيات الرسمية، الحسين يفضل اللاعب الجاهز بدنيا، تقنيا، تكتيكيا و ذهنيا،لا يكترث أبدا للنجوم و أشباهها.
أظن أنه حان الوقت لوضع القطيعة مع الأجانب خصوصا و أن النتائج المتحصل عليها في العقدين الأخيرين كان ممكن مضاهاتها رفقة مدرب محلي تكون و درب و اكتسب الخبرة اللازمة لقيادة المنتخب الأول.
كفى تقزيما لشخص المدرب المحلي و كفى نفخا في المدرب الاجنبي،فالمنتخبات الكبرى كلها لها مدربون وطنيون بل و حتى بعض المنتخبات الإفريقية تفضل ابن البلد و تعطيه الفرصة كاملة و تمنحه الثقة اللازمة لتحقيق الإنجازات و قد لاحظنا هذا بأعيننا في الكثير من المحطات.
الحسين عموتة هو رجل المرحلة بامتياز و يجب ألا ننتظر حتى نخرج خاويي الوفاض من كأس أفريقيا الحقيقية، لمن ليسوا محليين هههه.
هههه أقولها هنا لمن بخسوا من قيمة اللقب المربوح من وليدات عموتة و أقولها لمن عارض منذ البداية هذه الشان و أقولها لمن هاجم عموتة و ناوء اصطحابه للحافيظي بشكل سافر.
أقول لهذه الفئة من الناس الذين ألفوا العزف على وثر التيئيس و نغمة الانهزامية أن الحسين عموتة جاء باللقب من رحم المعاناة و كذب من هاجمه في أول المباريات بشح الأهداف، فانهمرت شلالاتها تباعا في كل المباريات،أقول أن المنتخب المحلي حصد كل الألقاب الممكنة رفقة هذا الصبور و هذا الإنطوائي و هذا المتزمت ههه.
التاريخ سيسجل بأن منتخب السلامي و منتخب عموتة حققا لقبين سوف نعتز بهما بعد عشرين سنة من الآن.
أتمنى أن نحصد اللقب في الدورة القادمة بالجزائر الشقيقة رفقة مدرب وطني ثالث قد يكون أمين بنهاشم أو جريندو أو لو رشوان….و سيكون له طعم آخر لعدة اعتبارات…
نور الدين عقاني / برشيد