آخر الأخبار

عم الالتباس بعدما ضاع الاختصاص

إدريس المغلشي

لم يضع المشرع نصوصا تنظم الاختصاص في الادارة عموما عبثا بل جعلها ركيزة اساسية لاحترام الكفاءات بعد توزيع الادوار وفق منهجية محكمة تحترم قدرات الآخرين من خلال التوظيف الأمثل لها وجعلها في خدمة هدف جماعي يحقق النجاعة المطلوبة.لعل من المشاكل البنيوية التي تعيق تحقيق هذه الأهداف كون المسؤول بوعي اوبدونه ينتقل من فهم مقتضى الامتلاك الجماعي للعمل إلى الملكية الخاصةكمفهوم احتكاري. لاننفي ان موقعه كمخاطب وحيد هوالمسؤول عن كل قراراتهالكن النضج والجرأةتخول له توزيع الادوار والدفاع عنها بشكل جماعي .
هناك من يعتقد أن الادارة في مجال التربية والتكوين على وجه الخصوص بفهمها الكلاسيكي المتجاوز ان تجعل كل مفاصلهاومقاليدها بيدك لاتتنفس الا بإذنك وتسعى لتجعلها كلها تحت قبضتك.بضغط زر منك يصل رنينه الى ابعد نقطة فيها لكن عليك ان تضع سؤالا محوريا ماهو الأثر الفعلي الذي يترك وراءه ؟ وهل يعتبره المتلقي محفزا ويلقى استجابة ام منفرا نتحاشاه وندعه لمصيره المجهول دون جواب ؟ عليك ان تضع مثل هذه الاسئلة للوقوف على حقيقة تدبيرك.قبل ان يصير غيابك عيدا عند البعض.للأسف اغلب مسؤولينا ينسيهم وهج الكرسي كل هذه الاسئلة.بل يتناسون حتى بنود التعاقد فيصبحون بقدرة قادر يبررون وجودهم اكثر من تبرير انجازاتهم فتضيع مقدرات الوطن في زمن الفوضى والعبث .
فن الادارة للتربية والتكوين ليس التمكن من نصوص قانونية لتدبيرها بعد فهمها وامتلاك القدرة على أجرأتها بقراءة واعية لتنزيلها على ارض الواقع .فهذه كلها أمور ضرورية من أجل نجاح جماعي وليس فردي نرجسي يصادر فرحة الآخرين كمساهمين في الانجاز . هناك التباس آخر نستجليه في هذا المقال كيف نفصل بين الأنا والنص ومن يحمي المرفق من مزاجية المسؤول؟ نعيش في كثير من الحالات تداخل بين الاختصاصات حد الغموض مما يضيع معها الفرز المنهجي لابراز كل الإمكانات ويكشف حقيقة تلك المفردة التي نتداولها في كل لحظة نشوة مضحين بعلانية الكشف عن اسماء جنود الخفاء حتى يعرفوا.لازلنا للأسف نعيش مع مسؤولين يمارسوا بيروقراطية إدارية لطمس معالم تلك الكفاءات. حين نتابع نسبة هجرة من فضلوا مغادرة القاعة الزجاجية فهذا يعني ان الفضاء لم يعد مكانا يسع الكل للعطاء بل هناك من ذهب الى حد بعيد للإشارة لانعدام شروط البقاء . وهناك من صمدوا لينتزعوا احترام المتتبعين بعدما اصروا على البقاء لكشف كل المعطيات . لاتغرك كل واجهة مضيئة فالحقيقة انها تخفي وراءها ظلام دامس ، غرق فيه كل طموح مستحق .
معيار الكفاءة والاحترام كما هو متعارف عليه وكما صرح ذات مرة مسؤول خبير وله الحق فيما ذهب إليه ، ان تكون مسؤولا فهذا يعني أنك تسعى لاكتشاف الكفاءات والبدائل من أجل ابرازها لتتبوأ المكان اللائق بها . وهو منجز بالضرورة سينسب لك ويقاس به بقاؤك في المنصب بقدر عدد الطاقات التي تم اكتشافها . من حقنا التساؤل كم تنتج ايها المسؤول من الكفاءات البديلة لنحترم تدبيرك ومسؤوليتك ؟
فن القيادة بالإدارة العمومية أو مايسمى (leadership) ملكة ليست في متناول الجميع بل هبة ربانية يضعها الله في من يختاره لها .كثير هم من ينتحلون صفتها ويدعون زورا أسسها والواقع التدبيري يقول عكس ذلك .