محمد نجيب كومينة
َيظهر واضحا ان النظام الجزائري نجح في خطته في شحن جزء غير يسير من الجزائريين بالحقد على المغاربة وتهييجهم للتعبير عن هذا الحقد بطرق مغرقة في العنصرية وبشكل يجعل الاخوة بين الشعبين المغربي والجزائري تصاب في مقتل و يجعل الافق المغاربي الذي تطلعنا اليه، و سعت اليه الحركات الوطنية المغاربية اثناء نضالها المشترك ضد الاستعمار و دعمها لاستقلال الجزائر بكل الطرق والوسائل مند خمسينات القرن الماضي، افقا ينغلق و يحل محله التحريض الرخيص ضد الشعب المغربي، ويكذب من يدعي اليوم ان الصراع كما توجهه حثالة الجنيرالات المسيطرة في الجزائر هو صراع انظمة وايديولوجيات كما كان يظهر في زمن مضى، لان التعابير العنصرية المقيتة والمرفوضة في العالم اجمع اليوم، والمجرمة في القانون الدولي والقوانين الوطنية لدول العالم جمعاء في اطار الملاءمة مع الاتفاقيات الدولية، التي رددها الجمهور المعبا في لحظة مفروض ان تكون رياضية لدى افتتاح الشان بالجزائر مدانة دوليا، ومن المثير انها تترجم تعبيرات استخدمها المستعمرون العنصريون في زمن مضى ضد الافارقة، وضد غير الاوروبيين عامة، الذين كانوا يعتبرون السود والملونين قردة وليسوا من فصيلة الانسان، و هي تعبيرات تجد جدورها في مجمع بلد الوليد الذي طرح فيه السؤال البليد عن التعامل الممكن مع سكان القارة الامريكية المكتشفة من “الهنود الحمر” وقتئذ وهل يمكن اعتبارهم فصيلة انسانية، و بعد ذلك في الكتابات العرقية العنصرية الاوروبية التي روجت للاصل الاري لسكان اوروبا و استند اليها المجرم النازي هتلر في دعايته التي ترتب عليها ازهاق عشرات الملايين من الارواح في حرب شاء من خلالها السيطرة على اوروبا البيضاء من اجل اخضاع العالم لسلطته النازية. و لافرق بين الشعارات العنصرية التي رددها الجمهور المهيج اثناء افتتاح الشان و بين ماتعرض له السود في دورة الالعاب الاولمبية بالمانيا سنة 1936، ففي الحالتين نجد انفسنا امام تصرفات عنصرية ذات مرجعية واحدة، مع فارق ان المهيجين من الجزائريين من طرف نازيين جدد تصرفوا بعنصرية اتجاه شعب يشتركون معه في الكثير، و كل ما صدر عنهم ضده يعنيهم هم ايضا وبالضرورة اذا كانوا لا يعلمون، او اذا كانت الة الدعاية البئيسة قد انستهم ذلك.
احتجاج الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لدى الكاف احتجاج معقول ومطلوب، وليس مجرد تاكتيك كما قد يتصور ذلك فاقدو التفكير السليم والعقل المتزن، و من المفروض ان يصل هذا الاحتجاج الى مختلف المنظمات والاليات الدولية المناهضة للعنصرية والعداء الاجنبي، لان ما تردد بشكل جماعي ومنسق ضد الشعب المغربي في افتتاح الشان من كلام عنصري لا يمت بصلة للانفلاتات والتجاوزات الفردية، او تلك التي يمكن ان تصدر عن مجموعة من عديمي الاخلاق والتربية، وانما كان محضرا له سواء شارك الفريق المغربي للمحليين او لم يشارك، و البين انه لو كان حاضرا، ومعه الجمهور المغربي ومسؤولي الجامعة المغربية، لكانت الامور اسوا واخطر، ولتجاوزت حد الاعتداءات التي كان قد تعرض لها فريق من الاطفال المغاربة في وقت سابق بالجزائر من طرف اللاعبين والجمهور الجزائريين على مراى ومسمع من الامن الجزائري.
الاحتجاج رسميا وبكل الطرق على هذه العنصرية المقيتة والمرفوضة يجب ان يبقى ملتزما بالتحضر وما يستدعيه من سلوكيات وان يترفع، وبالخصوص في مواقع التواصل الاجتماعي، على الردود المتشنجة التي يرغب في توليدها المتخلفون. لا يجب الرد على عنصريتهم بعنصرية مضادة، لان العنصرية مرفوضة ومدانة في كل الاحوال.
اكيد ان الذباب الالكتروني المسخر من طرف المخابرات الجزائرية المتخلفة بقرون من الزمن عن هذا العصر، سيزداد هيجانا و سيلجا للقواميس القدرة و المزابل العفنة في الايام القادمة، وقد لا حظتم ان احدهم ممن لا يوجدون في قائمة الاصدقاء المقبولين في هذه الصفحة، قد تسرب و نفت سموما حدفتها، و ليس غريبا ان تجدوا هذا الذباب يسعى الى التسرب الى صفحات اخرى، لكن كونوا متاكدين ان الفشل والاحساس بالخسارة والضعف و فقدان الافق، بل والخوف من الانهيار التام لسردية ولنظام، هو ما يجعل الجنيرالات واتباعهم في حالة هيجان و جنون، وجنونهم هذا يمنعهم من التفكير فيما يلحقونه بالجزائر والشعب الجزائري من اساءة، لان العنصرية المعبر عنها في افتتاح الشان تسيئ اليهما اكثر مما تسيئ للمغرب والمغاربة ان كانوا لا يعلمون.
الله يستر …