محمد نجيب كومينة
عن اي دولة اجتماعية تحدث الملياردير بالدولار ورئيس الحكومة عزيز اخنوش امام المشاركين في الملتقى السنوي بدافوس بسويسرا، حيث يلتقي كبار المليارديرات بالدولار و كبار السياسيين.
الدولة الاجتماعية لا تختزل في التغطية الاجتماعية العرجاء او بعض التحويلات النقدية المباشرة، المعروف انها تحضر لالغاء الدعم على بعض المنتجات التي بقيت مشمولة به و لا تتعدى ذلك للنظر الى ماهو ابعد، اي الى معالجة الفوارق الاجتماعية الصارخة بين من يحتكرون الثروة ويقتسمونها بخبث وعدم اكثرات رغم الادعاءات والكلام الخاوي وبين من يعيشون في فقر او على حافة الفقر من الساكنة الهشة التي لم تدخر حكومة اخنوش كما لم يدخر خصومه من الاسلاميين بتحالف معه في الحكومتين السابقتين جهدا لالحاق الادى بها والدفع بها الى القعر بقرارات اعتدت على ماكان مكتسبا لها من قبل.
كيف يمكن ان تقوم الدولة الاجتماعية اذا كان النظام الضريبي موجه لخدمة اصحاب الملايير والامتيازات الريعية وضد باقي الفئات، كيف يمكن اذا كان العبء الضريبي ينقل، باسم اصلاح مكذوب عليه، الى خبز وحاجيات ذوي الدخل المحدود، واذا كان اخنوش و شركاؤه و امثاله يؤدون نسب ضريبة على دخلهم من الارباح اقل من اجير من ذوي الدخل المتوسط، فالضريبة على الشركات ضريبة على الدخل الناتج عن الارباح في النهاية، و فارق المعدلات بينها وبين معدلات الضريبة على الدخل، وبغض النظر عن حقوق الخصم المتاحة لاصحاب الشركات او الغش في التصريحات…، يكذب لوحده حديث اخنوش الدعائي والبعيد عن الصدق.
الدولة الاجتماعية مشروع نشا مع سياسة نيو ديل في الغرب و ادت خلال ماعرف بالسنوات الثلاثين المجيدة الى تحويل المجتمعات الغربية الى طبقة وسطى واسعة عبر جملة من الاجراءات والقرارات الكبرى، وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالعدالة الضريبية و الخدمات العمومية و تحسين الدخل بربطه اوتوماتيكيا بالتضخم، و تقديم مختلف اشكال الدعم المباشر وغير المباشر لفئات السكان المهددة بالبقاء في الهامش….الخ، والدولة الاجتماعية لاخنوش تاتي في امتداد السياسات والقرارات المتبعة مند ثمانينات القرن الماضي، المتثاثرة برياح الليبيرالية المتوحشة، و ايضا في امتداد كل ما اتخذ من قرارات لتركيز واحتكار الثروة بين ايدي من يعتقدون في قرارة انفسهم انهم ربحوا معركة الصراع الطبقي وبات المجال خاليا لهم للاثراء و الفوز بالريح والترويج للكلام غير الموزون الذي يستفز الذكاء الانساني ويثير الغضب اكثر مما يقنع او يدوخ.
سنتذكر خطاب الدولة الاجتماعية الذي يردده اخنوش و سنحكي عنه في الزمن الاتي كما نحكي عن خرافات اخرى