عبد الحق غريب
شلل ثانٍ يضرب معظم القطاعات في فرنسا ( النقل العمومي والمدارس وإنتاج الكهرباء والمصافي النفطية…) اليوم، الثلاثاء 31 يناير 2023.. وهو الشلل الثاني الذي يضرب فرنسا بعد 12 يوما فقط عن الشلل الأول (19 يناير)، والذي جاء احتجاجا على إعلان الحكومة عن رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة..والمعركة مستمرة.
المفارقة الغريبة : في فرنسا، انتفضوا ضد إصلاح جاء بناء على دراسات ومعطيات، يرى حوالي 36% من الفرنسيين أنها مقنعة وضرورية (36% يؤيدون الإصلاح)… بالإضافة إلى أن الإصلاح يهم رفع سن التقاعد دون المساس بالمساهمة الشهرية والمعاش. في المغرب، يبدو أن الأغلبية الساحقة مع إصلاح التقاعد… مع العلم أن إصلاح نظام التقاعد 2023 جاء بعد إصلاح 2016 الكارثي.. جاء نتيجة إفلاس صناديق التقاعد… نتيجة سوء التدبير… أسباب الأفلاس يعرفها الجميع، وقد تحدث عنها تقرير لجنة التقصي المنبثقة عن البرلمان وفضحها المستشار البرلماني عن CDT عبد الحق حيسان… بالإضافة إلى أن إصلاح 2023 يهم حزمة من الإجراءات (رفع السن والزيادة في المساهمة الشهرية وخفض المعاش وتحديد 70% كحد أقصى للمعاش). أيهما أكثر ضررا بالطبقة العاملة : الرفع من السن فقط أم الرفع من السن والرفع من المساهمة الشهرية وخفض المعاش وتحديد 70% كحد أقصى للمعاش ؟ من الذين يجب عليهم رفض إصلاح التقاعد : أصحاب الصناديق المحصنة والإصلاح المبني على دراسات أم أصحاب الصناديق “المثقوبة” والإصلاح من أجل تشجيع سوء تسييرها وتوسيع ثقبها ؟