هل فعلا يحمل عيد المدرس 5 اكتوبر معه كل مقومات الفرحة ام غابت عنه منذ سنين ؟؟؟
اسالوا اهل القطاع عن مراسيم هذا الحفل وفتشوا عن الفرحة في مرافق الادارة وهي تغلي بمشاكل في ظل قلة الامكانات وشح الموارد وثقل المسؤوليات وتعددها بل وخطورتها .وبين مقاعد بها خربشات غريبة تخدش جمالية ورونق خشبها . وفصول لم تعد تعرف مضامين راقية وهي تتقلب بين دفتي مراجع غير مستقرة بين تنظير مزاجي لم يستقر بعد ومضاربات واسعار ملتهبة اكتوت بها جيوب الاسر المغلوبة على امرها . ابحثوا عنها على خشبة مسرح القسم حيث يقف الاستاذ وهو يوجه دروسه للناشئة من مكانه المقدس كي يقودهم نحو مسار علمي يواجهون به مطبات زمن سرعته اصبحت جنونية قاتلة . مع كل هذا الوضع المتناقض ،هناك من يحلو له الرقص على الجراح وهو يصطنع الفرح في لحظة الهزيمة لانه لايمتلك الشجاعة ليقول الحقيقة مات الرسول دون ان يكمل مساره المهني على عتبة الفصل امام ذهول التلاميذ الذين عاينوا كيف سقط الهرم امام الباب وهو يحمل معه كل هموم الوطن . وهو يهم بالدخول لحصة صباحية .فارق الحياة دون ان يودع اهله . حيه الذي عايش معه كل التقلبات ،الزقاق الضيق الذي يمر منه كل مساء وهو يوزع التحايا على الجميع في ادب وتواضع . ترك اصدقاءه وزملاءه في المهنة الذين في كل مرة يتجاذبون اطراف الحديث حول الوضع الذي اسهبنا في التحليل وعجزنا جميعا عن الحل وتبدو المفردات مترددة في الوصف لماالت اليه الاوضاع ، سمات الوضع المتردي لاتبدو خافية عن كل متتبع ، فلم يعد القطاع يحمل تلك المقومات البروتوكولية الرمزية والاعتبارية التي كان يتمتع بها صناع الاجيال ومنارة المستقبل الى عهد قريب ، لقد اصبحوا عرضة للتنكيل في ازقة العاصمة في صورة مهينة تمعن في الاغتيال الرمزي او في مخافر الشرطة وهم يواجهون قضايا او في مستشفيات وقد علا الوجه كدمات ودماء كلها وصمة عار في جبين امة اهين فيها حملة العلم .او ضيوفا على المقابر بعدما زارتهم المنون دون سابق انذار هكذا هو الموت يخطف من بين احضان دافئة .
سرقوا منا الفرحة واحكموا قبضتهم على انفاس اعمارنا حتى لاننعم ببقية ايامنا المعدودة ونحن قد تحررنا من تكاليف مهنة متعبة اعراض اعطابها التي تصيب جسدنا المتهالك تتسلل في صمت .دون فحص ولا مراقبة يكفي ان تثقل كاهلك تشريعات تسبح في الاعلى بعيدة كل البعد عن همومك اليومية .لقد صيروه جحيما لايطاق .
انهم ايها السادة …!
يسقطون تباعا كاوراق الخريف في يوم ريحه هوجاء
في زحمة الانشغالات ودون ان نلقي لهم بالا .كم هو مؤلم ان تختفي كل مراسيم الاحتفال باليوم الخامس من اكتوبر لهيئة التدريس .في ظل هذه الاجواء المحمومة وان تصبح ديكورا يخفي حقيقة .مرة تظهر جليا في الافواج الهاربة لشط التقاعد النسبي .
إدريس المغلي / أستاذ .