دعا الشاعر عبد الرفيع جواهري بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ( 18 دجنبر ) ، إلى ” تجديد لغتنا بتبسيط قواعد النحو و الصرف وما يتصل بهما، والانفتاح على مختلف اللغات الحية و الروافد اللغوية المكونة للهوية المغربية ” .
وأكد الجواهري على أن اللغة العربية ” شكلت الجسر الذهبي لعبور المعارف العلمية و الفلسفية اليونانية و الرومانية إلى اوربا في عصر النهضة ، ولذلك انتشرت اللغة العربية وسط النخب الاوربية واستنكر الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب، تهميش اللغة العربية في عدد من اوطانها، إضافة إلى حملة مدبرة من بعض الجهلة بإحلال العامية محلها في البرامج المدرسية .
يقول الدكتور عبد الرفيع الجواهري : ” الثامن من شهر دجنبر يوم تاريخي لا يشبه كل الايام، إنه اليوم العالمي للغة العربية ، ففي شهر اكتوبر سنة 2012 احتفلت منظمة اليونسكو لأول مرة باليوم العالمي للغة العربية، ثم بعد ذلك تقرر اعتماد تاريخ 18 دجنبر من كل عام، يوما عالميا للغة العربية .
لقد جاء هذا القرار تتويجا لقرار تاريخي آخر صدر في 18 من شهر دجنبر سنة 1973 ، هو قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بجعل اللغة العربية لغة رسمية لجميع اجهزة المنظمة الى جانب اللغات الخمس الاخرى .
ان هذا الاعتراف الاممي جاء تقديرا للدور الذي لعبته اللغة العربية في الحضارة الانسانية ، فقد شكلت الجسر الذهبي لعبور المعارف العلمية و الفلسفية اليونانية و الرومانية إلى اوربا في عصر النهضة ، ولذلك انتشرت اللغة العربية وسط النخب الاوربية .
وجدير بالذكر أن اللغة العربية لم تكن منغلقة على ذاتها، بل كانت لها صلات بعدد من لغات العالم ، و أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات من سواحل الهند الى القرن الافريقي ، و هذا ما اكدته المديرة التنفيذية لمنظمة اليونسكو في رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية .
ومن عجب ان هذا الاهتمام الأممي باللغة العربية ، يقابله تهميش هذه اللغة في عدد من اوطانها، إضافة إلى حملة مدبرة من بعض الجهلة بإحلال العامية محلها في البرامج المدرسية، لكنها فشلت امام وعي المغاربة، مثلما فشل مخطط الماريشال ليوطي القائم علي مقولته الاستعمارية : ” لقد اخضعنا الرؤوس وحان الوقت لاخضاع النفوس ” أي اخضاع وعي المغاربة واخضاع ثقافتهم ، وفي طليعتها لغتهم العربية ، وفي مواجهة المخطط الاستعماري اصبحت اللغة العربية آنذاك تعني الوطنية، فانتشرت القصائد و الاناشيد المكتوبة باللغة العربية لمناهضة ذلك المخطط، و انشأت الحركة الوطنية المغربية المدارس الحرة في عدد من المدن التي كان لها دور مهم في حماية اللغة العربية و العمل على انتشارها .
اننا إذ نستعرض كل ما تقدم ، لا ندعو الى التقوقع و التحجر و الاكتفاء بتمجيد الماضي، بل ندعو الى جانب ذلك للانفتاح على مختلف اللغات الحية و الروافد اللغوية المكونة للهوية المغربية ، و في نفس الوقت ندعو الى تجديد لغتنا بتبسيط قواعد النحو و الصرف وما يتصل بهما ، كما ندعو الى تفعيل مقتضيات المادة الخامسة من دستور المملكة المغربية الصادر سنة 2011 و التي تنص على أن ” العربية تظل هي اللغة الرسمية للدولة و ستعمل على حمايتها و تطويرها و تنمية استعمالها ” .