آخر الأخبار

غزة تختنق… والضمير الإنساني يُذبح من جديد

يوسف غويركات

شاركت، كما الآلاف غيري، في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني اليوم بالرباط، ومع ضحايا الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة أمام أعين العالم. حملت قدميّ الغضب، ورفعت صوتي بما تبقى من صدى الضمير، لكن الحقيقة أن ما يحدث هناك يفوق كل احتمال، وكل صمت، وكل تواطؤ.

ما يُرتكب في غزة ليس حربا، بل مجزرة مستمرة، إبادة بطيئة تُحول الحياة إلى رماد، وتدفن الأحلام تحت الأنقاض. أطفال يُقتلون، عائلات تُفنى، مستشفيات تُقصف، ولا أحد يُحاسب. عالم يدعي التحضر، لكنه أدار ظهره للحق، وللعدالة، وللإنسانية.

فلسطين ليست قضية سياسية فحسب، بل امتحان أخلاقي لكل ضمير حي. وما يحدث اليوم في غزة يجب أن يُكتب في سجلات العار.

كل تضامننا مع أهلنا هناك، وكل الغضب من هذا الصمت المخزي. لن نصمت. لن ننسى. ولن نكف عن التذكير أن الدم الفلسطيني ليس رخيصا.

المسيرة لا تعيد الحياة لمن استشهدوا. لكنها تقول: نحن نراكم، ونحمل وجعكم.

نمشي لأن الصمت خيانة، ولأننا لا نملك إلا أن نكون شهودا على الجريمة… لا شركاء في تجاهلها.

إننا نشهد على ما لا يُحتمل.