آخر الأخبار

غسل للأدمغة بتونس

ماهذا الذي يقع في لحظة هيجان هوياتي يتنكر للهوية الوطنية التي رسخها التاريخ و قواها النضال ضد الاستعمار لصالح هوية هلامية ؟
مساندة الشعب الفلسطيني في مقاومته و نضاله ضد الاحتلال الصهيوني و من اجل اقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس واجب قومي واسلامي وانساني لا يختلف عليه كل ذي ضمير و كل من يناصر الحق، لكن الوصول الى حد الغاء الوجود الوطني و تعويضه بالانتماء الديني وجعل علم فلسطين المحتلة يرمز لشئ اخر، للخلافة، بدل الوطن الفلسطيني يشكل انحرافا واستغلالا سياسويا وانتخابيا وايديولوجيا بشعا للقضية الفلسطينية بشكل لا يخدمها لا في المعركة الحالية و لا في المعارك المستقبلية، سواء منها ذات الطابع الحربي او ذات الطابع السياسي والديبلوماسي. الفلسطينيون يرغبون في تحرير وطنهم من الاحتلال و بناء دولتهم الوطنية ولا يرغبون في خلافة و يرغبون في ان تبقى الاوطان من حولهم قائمة ومساندة بمختلف الاشكال و ليس خرابا يعيث فيه المتخلفون المشدودون الى الاوهام فسادا، يكفيهم ان يواجهوا دولة احتلال قائمة على الاوهام والخرافات و متجهة، وبشكل يزداد تطرفا، نحو الدولة الدينية اليهودية العرقية العنصرية والى اعادة انتاج نظام الابارتهيد الذي اقامه البيض على اساس العرق والدين المسيحي في اربعينات القرن الماضي في جنوب افريقيا.
هؤلاء المواطنين التونسيين لا بد انه تم غسل ادمغتهم الى الحد الذي جعلهم ينكرون انتماءهم الوطني و يحتقرون علمهم الوطني ومعه ذاتهم وتاريخهم، ومثل هؤلاء لا يعول عليهم للبناء.