في الوقت الذي شهدت فيه العديد من المدن المغربية انخفاضًا في أسعار اللحوم الحمراء بفعل وفرة العرض وتراجع أسعار الماشية، تظل مدينة العطاوية استثناءً، حيث لا تزال الأسعار تسجل ارتفاعًا قياسيًا وسط استياء واسع من المواطنين وغياب أي تدخل رسمي للحد من هذه الأزمة.
خلال جولة ميدانية بأسواق العطاوية، لا حديث يعلو فوق صوت الغلاء. مواطنون يشتكون من ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم، رغم التراجع الذي عرفته أسواق الماشية في المناطق المجاورة. يقول أحد المواطنين، الذي فضل عدم ذكر اسمه: “نعيش وضعًا صعبًا، أسعار الماشية انخفضت في السوق الأسبوعي، ومع ذلك، لا تزال اللحوم تباع بثمن باهظ دون أي مبرر.” من جانبه، عبّر مواطن آخر عن امتعاضه قائلًا: “حسبنا الله ونعم الوكيل، الوسطاء يتحكمون في السوق، وحتى الجزارون لا يضعون لوائح تسعير واضحة، ما يفتح المجال للتلاعب والاحتكار.”
غياب المراقبة يفاقم الأزمة :
أمام هذا الوضع، يجد المستهلك البسيط نفسه عاجزًا عن مواجهة هذا الارتفاع المستمر للأسعار، في ظل غياب أي تدخل من اللجان المكلفة بمراقبة الأسعار وردع المضاربين. ويؤكد متتبعون أن استمرار هذه الفوضى قد يزيد من معاناة الأسر محدودة الدخل، التي باتت غير قادرة على اقتناء هذه المادة الأساسية.
ويبقى السؤال مطروحًا: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وهل ستتدخل الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه الاختلالات وحماية القدرة الشرائية للمواطنين؟