أقيم بمراكش، حفل تقديم كتاب “أنوار مغربية” لمؤلفه فؤاد العروي، بحضور ثلة من الشخصيات من عالم الفن، أتوا لاكتشاف رحلة فريدة عبر الإبداع المغربي المعاصر، من خلال التركيز على أنشطة وأعمال 60 فنانا (فوتوغرافيين، رسامين، نحاتين، وفنانين تشكيليين)، يشكلون الرؤية الحالية لهذا الفن في كل تجلياتها.
ويبرز هذا الكتاب، الصادر عن دار النشر ” لغات الجنوب” التي سبق لها أن أصدرت كتاب ” أنوار إفريقية، الحقبة المعاصرة” في شهر فبراير 2018، القوة الإبداعية التي يتمتع بها الفنانون المغاربة المعاصرون ، التي تجعل من المغرب أرض الأنوار والتمايز واللقاء بين اﻷجناس والعناصر وأيضا أرض الإبداع الفني الخصب وهو ما تعبر عنه الصناعة التقليدية وكل أشكال التعبير الأخرى التي تحظى باعتراف عالمي.
ويستلهم هؤلاء الفنانون إبداعاتهم من ألوان الطبيعة والاشتغال على المواد الطبيعية ومن تقاليد الحرف اليدوية التي تتأثر بدورها بالتعدد الثقافي وبالانفتاح على العالم وعلى التكنولوجيات الحديثة، مما سمح للفن المغربي المعاصر بأن يحظى بحضور متميز على الساحة الدولية.
ويعتبر إصدار كتاب “أنوار مغربية”، الذي يضم 160 صفحة، تكريما للفن المغربي، كما عبر عن ذلك مؤلفه فؤاد العروي وهو في نفس الوقت مهندس وشاعر وعالم اقتصاد وكاتب مقالات الرأي وأستاذ الأدب وحاصل على عدة جوائز عالمية، بعد أن أصدر كتبا ودواوين شعرية تمت ترجمتها إلى عشرات اللغات في العالم .
وتتضمن صفحات هذا الكتاب ، حسب ما جاء في التقديم ، “دروسا بليغة في فن العيش و شهادات حية عن العالم المعاصر وعن حضور الذاكرة التاريخية المغربية التي تشهد على التنوع والتعدد والثراء الذي يميز هذا الوطن الذي ظل عبر الزمان منفتحا على التأثيرات العالمية وأرضا للحرية والإبداع الخلاق…”.
ومن شأن هذا الكتاب أن يصبح مرجعا على الساحة الفنية المغربية المعاصرة التي يشهد على ثرائها وتفردها وتعدد ملامحها وهو أيضا إضاءة أساسية تتناول أمكنة الإبداع في المملكة، كما يتطرق لمجهودات الفنانين المغاربة الشباب الذين يبدعون في فضاءات الفن الجماعية.
وأكدت المديرة العامة ومؤسسة دار النشر ” لغات الجنوب” السيدة باتريسيا ديفيفير، أن هذا الكتاب يندرج في سياق كتاب ” أنوار إفريقيا، الحقبة المعاصرة” الذي تم نشره في فبراير 2018، مشيرة إلى أن تقديم هذا المؤلف بالمدينة الحمراء يأتي ضمن لقاءات أخرى مماثلة، من ضمنها اللقاء الثاني المزمع تنظيمه يوم 15 مارس المقبل بباريس، في حين أن اللقاء الثالث سينعقد بالرباط في متم شهر أبريل المقبل، والذي سيتميز بحضور الكاتب فؤاد العروي.
وأبرزت أن هذا الكتاب من شأنه أن يساهم في تسليط الضوء على مجال الفن المغربي المعاصر، وفي إشعاع المملكة وفنانيها.
وبهذه المناسبة، تم تنظيم لقاء حول موضوع “نظرة الفنانين – الفن المعاصر المغربي في الدينامية الإفريقية” أطره بعض الفنانين الذين شملهم هذا الكتاب، أمثال امبارك بوحشيشي، وصفاء الرواس، وياسين بلبزيوي، ووليد العيادي مرفوق، الذين تطرقوا إلى الفن المغربي في بعده الإفريقي، انطلاقا من تجاربهم عبر القارة ونظرتهم الخاصة، مبرزين ما يتقاسمونه من انشغالات والتحديات التي تواجه الفنانين بالقارة السمراء.
ودعوا في هذا الصدد، إلى تعزيز وتكثيف التبادل الثقافي بين الدول الإفريقية، بالنظر إلى أن هناك فرصا كبيرة يتعين استغلالها من قبل الفنانين المغاربة ونظرائهم الأفارقة من أجل إشعاع الفن والابداع الفني الإفريقي.