عبدالحق عندليب
محمد الخصاصي المناضل الاتحادي الجسور يرحل عن عالمنا اليوم، وهو المناضل الذي عاصر رواد ورموز وقادة الإتحاد منذ التأسيس. مناضل فد خبر كل المحن حين كانت السياسة ومعارضة الاستبداد يؤدى عنها بالعملة الصعبة من خلال المطاردات والاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية والتعذيب والاغتراب القسري.
تعرفت على فقيدنا العزيز عن قرب حين كنت عضوا في الكتابة الإقليمية التي كان على رأسها المناضل الاستاذ إدريس أبوالفصل. حينها ترشح الفقيد الخصاصي للانتخابات البرلمانية لسنة 2002 باسم الاتحاد الاشتراكي بمراكش-المدينة وفاز فيها عن جدارة واستحقاق بعد معركة شرسة ضد رموز الفساد الانتخابي. كما تعرفت عليه كمناضل متواضع خدوم وصادق في أقواله وأفعاله ومتسامح حتى مع من أساء إليه.
تعرفت على الفقيد السي محمد الخصاصي كقيادي في الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عضوا في اللجنة الإدارية والمجلس الوطني للحزب عدة مرات ثم عضوا في لجنة التحكيم والأخلاقيات إلى جانب الفقيد عبدالواحد الراضي. كما تراس المؤتمر الوطني التاسع في جزئه الأول حيث كان يتميز بالإنصات للمناضلات والمناضلين ومبادر لرأب الصدع ومد جسور المصالحة بينهم في أوقات الخلاف. وأتذكر هنا أنني استدعيته للحضور في اللقاء الإقليمي الواسع للمصالحة الذي نظمته الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش، حيث ألقى كلمة قوية ومؤثرة دعى من خلالها كل الاتحاديات والاتحاديين إلى لم الشمل وتقوية الصفوف والاستمرار في الوفاء لرسالة الإتحاد التي قدم من أجلها الرواد والزعماء التاريخيين أروع التضحيات.
السي محمد الخصاصي سيظل بالنسبة لنا كاتحاديين واتحاديات من رموز الإتحاد الخالدين الذين ضحوا من أجل المواقف والمبادئ والقيم النبيلة للاتحاد وأدى من أجل ذلك الثمن من خلال ما تعرض له من مطاردات وأحكام قاسية غيابيا إلى جانب الاتحاديات والاتحاديين الذين أعدموا أو اعتقلو أو اختفوا أو تم نفيهم قسريا.
رحم الله فقيدنا العزيز السي محمد الخصاصي ولروحه الطاهرة السكينة والطمأنينة والسلام ولعائلته الصغيرة وعائلته الاتحادية الكبيرة جميل الصبر والسلوان.