آخر الأخبار

فان غوغ

المبارك الگنوني 

تــقـــديــــم.

لاأدري ما الذي دفعني لأقلد أستاذي إدريس بوطور في تدوينته والكتابة عن Van Gogh في نفس اليوم، هل هي احترام مركز الإهتمام (Centre d’intérêt) أم أن الكتابة عن شخصية أسطورية مثل Van Gogh والتي تحتمل الكثير من التأويل والتعاطف والجدل إنسانيا وفنيا، وتلامس مشاكل وأزمات الإنسان البسيط، من اعتلال في الصحة، ونقص في المال والموارد، وفشل متكرر في العمل والدراسة والحياة هي التي دفعتني لأكتب عن نفس الشخصية بلغة موليير؟.أعتقد أن الشق الثاني هو الأقرب الى الحقيقة لأننى أدافع على نفس القناعات والمبادئ، وأتقاسم مع أستاذي إدريس بوطورنفس الهموم. قراءة ممتعة….

“عديدة هي الأسماء التي إشتهرت عبر تاريخ الفن التشكيلي ، إلا أن المميزين في هذا المجال قليلون ، ومن بينهم الفنان التشكيلي الهولندي ” فان جوخ ” أو “فان غوغ ” van Gogh 1853/1890 . والتميز لا يأتي إعتباطا أو كيفما إتفق ، وليس أمرا سهل المراس ، بل لا بد من بذل جهود مضنية ، وخلق إبداعات غير مسبوقة في الميدان . ذلك ما لمسته من خلال قراءة حياة هذا الفنان العبقري الذي يعتبر أحد رواد المدرسة الانطباعية في الفن التشكيلي ، بل هناك من النقاد من خلق مدرسة أخرى سماها ” ما وراء الانطباعية ” جعل على رأسها هذا الفنان المبدع . والانطباعية أسلوب فني في الرسم يعتمد على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة ، وكما تراه العين المجردة ، بعيدا عن التخيل المفضي إلى المبالغة ، حيث يصبح مرسم الفنان ، وفضاء إبداعه هو الهواء الطلق. وليس هذا العمل سهلا أو في المتناول ، فلا يستقيم أو يهون إلا على فنان متميز مثل “فان غوغ” . هذا الرجل الذي أبدع وهو شاب ، ومات وهو شاب في ربيعه السابع والثلاثين ، عمر قصير وإنتاج غزير تجاوز 800 لوحة. لقد أقدم هذا العبقري على الانتحار بإطلاق عيار ناري على نفسه وهو في عز شبابه وقمة عطائه . فلماذا ينتحر مثل هذا الفنان المتميز ؟! ** من خلال اطلاعي على مجموعة من الآراء الأدبية والفنية والنفسية والتي تطرقت إلى حدث انتحار ” فان غوغ” أو “فان جوخ” تبين لي أن الفن والابداع مرادفان للحرية ، وعندما تنعدم هذه الحرية في الواقع يصطدم الفنان مع إحساس غريب غير مألوف لديه ، وضد انسيابية الابداع . عندما ينتحر الفنان فإن ذلك يعني أن هناك خللا ما في العلاقات الإنسانية . إن فنانا عبقريا مثل “فان جوخ” لا يستطيع العيش إلا بجرعة زائدة من الإنسانية والجمال ، وفي وسط ينعدم فيه العنف والذل والهوان . فالفنان ليس بشرا عاديا ، إنه يعيش دائما زمنا فنيا متحررا عن الزمن الواقعي . وقد أجاب أحد الفنانين الانطباعيين الأوروبيين عن سبب انتحار “فان جوخ” بقوله ( إنها أزمة إنسان منظم ومرهف أمام عبثية الواقع والوجود ) / “