من النزاهة والشفافية إلى النزهة والشفهية
مع أول يوم من امتحانات الباكلوريا الجهوية ،وفي أول مادة من مواد هذه الاختبارات ،تفوح رائحة الفضائح النتنة لحزب العدالة والتنمية –الباجدة- لأن البطل في الحالة إياها يحمل من الصفات والمهام ما يتركه لدى الرأي العام جديرا بالتقدير والاحترام والوقار ،البطل نائب برلماني عن منطقة تاونات ،ومستشار جماعي بقرية بامحمد ،ومدير شركة الخ ،صفات ستتقزم وتصغر إلى أن تصير بحجم حبة ثمر النبق ،في اللحظة التي يؤول معها البطل إلى تلميذ برلماني يجتاز امتحانات سنة أولى باكلوريا ،ولرفع أي لبس محتمل ،إنه ليس برلمان تلامذتنا الأطفال ،وإنما برلمان الكبار وما أدراك ما الكبار ،الكبار الصغار الأقزام الممسوخين الذين لم يستفيدوا من فضائح وزرائهم وقيادييهم وشيوخ أجنحتهم الدعوية ،لكن وكما يقول المثل المغربي “ما تيولد الحنش غير ما طول منو “.
ضخامة الفضيحة وبطلها بدون بطولة أمي ،ينوب عن أمته ،لا يميز بين مفهوم مدير إقليمي ،ونائب ،موقع بصفته برلماني على قانون زجر الغش ،دخل من بوابة ومدخل به يافطة تشير إلى المنع الكلي لإدخال كل ما هو إلكتروني ،بطل الفضيحة يدوس بأقدامه كل الاعتبارات القانونية لأنه من شرذمة أولئك الذين يعتقدون بأن القوانين لا تشملهم ،يتقدم بعذر أقبح من زلة ألا وهو النسيان ،نسيان الهواتف في جيبه وعددها ثلاثة ،ورابعها سوء النية المبية عن عمد وسبق إصرار .
إلا أن الغريب في سلوك البرلماني ،والمثير للغرابة في سلوك حزبه هو حديثهم الإعلامي عما يسمونه بلجنة النزاهة والشفافية والتي ستقوم بفتح تحقيق بشأن النازلة وترتيب الجزاء المناسب في حالة ثبوت ما نسب إليه .
مربط الفرس في هذه المقالة هو ما يسمونه بلجنة النزاهة والشفافية ،والتي لا تستحي هي الأخرى من الظهور وبنفس اللغة الدينية المقنعة بمفاهيم “النازلة ” و”الجزاء “و “الثبوت “،هل يعقل أن يشكل حزب لجنة بهذه الصفة تاريخه منذ أن تحمل مسؤولية الحكومة منقوع في الفضيحة والفساد والإفساد ،هل تم نسيان أو تناسي من كانوا يحتلون مواقع الصدارة في هذه اللجن ،ويعاملون معاملة الشيوخ في علاقتهم بالمريدين ، هل تنعت أجنحتهم الدعوية بالشفافية وزعيمهم في الفساد والكبث الجنسي الداعية عمر بن حماد ،وعشيقته الداعية فاطمة النجار ،وهما داخل سيارة في وضع مخل بعد أداء صلاة الصبح ،هل يمكن الحديث عن نزاهة مع وزراء عشاق ،فضاء البرلمان بالنسبة لهم حديقة خلفية لقبلات ،وأياد تتربص بمواقع الإثارة الجنسية ،هل من شفافية تبقت مع الشوباني وسمية بن شقرون مع حفظ صفاتهما وألقابهما الثقيلة ،ما موقع النزاهة والنزيه مع الوزير يتيم ومدلكته ذات العشرين ربيعا ،عن أية نزاهة يتحدثون ونائبتهم البرلمانية ماء العينين المتلبسة في باريز ،والكاشفة بلباس الدجينز عن مواطن الإغراء تهدد بكشف المخبوء والمستور من علاقات غرامية نكاحية داخل الحزب ،إنها فضائح بالجملة تقتضي تشكيل لجن من خارج الحزب وليس من داخله طبقا للمثل العربي “ما في القنافذ أملس “
الفضائح مرتبطة في عمومها بالجنس ،وبالمال ،وبالتكوين الثقافي في جانبه اللغوي حتى لا ننسى فضيحة مصطفى الخلفي ،وباستغلال النفوذ ،وبالخيانة بجميع مستوياتها ،فهل يكون أصحاب الفضائح إياها خصما وحكما في نفس الآن ،إن لجنة النزاهة يجب أن تتكون من خارج الحزب وليس من داخله ،ومن خارج المؤسسات وليس من داخلها ،ومن بينها المؤسسة التشريعية لأن أعضاءها غشاشون فاسدون مفسدون ،وبلغتهم الدينية المفضلة فجرة كفرة ،وبالتالي ما موقع قرارتها إنها شأن داخلي يهم الحزب ولا يهم المغاربة ،برلماني تلميذ أو تلميذ برلماني مع الفرق الكبير على مستوى التوصيف والتقديم والتأخير صورة واضحة المعالم عن التمثيلية البرلمانية المغربية ،تمثيلية الأميين الجهلة ،تمثيلية المكبوتين والمكبوتات ،تمثيلية السكيزوفرينيين ،تمثيلية الكيل بمكيالين ،ـولهذا تعيدنا هذه الفضائح للنقاش المرتبط بالمستوى التعليمي ،وبالشروط الواجب توفرها في التمثيليات ابتداء من مستوياتها الدنيا مرورا بالوسطى وصولا إلى المناصب العليا .الفضيحة إياها وعلى غرار سابقاتها من أخواتها الشقيقات تثبت أزمة القيم داخل المجتمع ،وبالتالي داخل الحزب الذي مافتئ يتبجح بمرجعية إسلامية قيمية لا يملك منها قطميرا أو نفيرا أو فتيلا .
كيف نفسر سلوك الغش من داخل قبة البرلمان داخل قاعة الامتحانات لتلاميذ وتلميذات أنموذجهم ومثالهم وقدوتهم نواب جهلة وصلوا القبة بالغش ،وما زالوا يستعملونه سلاحا للحصول على شواهد من أجل الاستيلاء على ذرات أكسجين المغاربة بهدف خنقهم وقتلهم أحياء بعد أن استولوا على كل ما اقترب من أياديهم ،أو اقتربت أياديهم منه . إن لجنهم قد تحولت من نزاهة إلى نزهة ،ومن شفافية إلى شفهية تنضم إلى سابقتها من الظواهر الصوتية التي نسمع لها جعجعة ولا نرى لها طحينا .