فضيلة بنموسى مسار طويل من الكد والاجتهاد
الحديث عن فضيلة هو حديث عن ممثلة استثنائية، بحيث استطاعت هذه السيدة وبكثير من الحب والإخلاص أن تملك قوة الإنصات وتحول اللغة إلى فعل درامي، مما جعل حضورها وحده على الركح لغة ولادة للأحاسيس.
فضيلة بنموسى امرأة بالغة الهدوء في حياتها العادية، لبوءة جسورة فوق خشبة المسرح، و ممثلة مهنية أمام كاميرات المخرج التلفزيوني او السنيمائي .ميزتها جضورها المشهدي المشبع للرائي،وقوتها في كاريزمية تحعل منها أيقونة العمل الفني.
تطرز فن الحوار وتشكيلات الحركة، بانسيابية بديعة، إنها كقطرات الندى تنساب في أعماق الذين يشتغلون إلى جانبها، مخلفة محبة وإعجاب الكبار كما الصغار، لها قدرة على أن تمتلك قلوب الناس بالتواضع والعمل الجاد والابتسامة الدائمة، ونكران الذات بكل المعاني.
وبالرغم من تنقلها ما بين الشاشتين الصغرى والكبرى، ظلت وفية لعشق المسرح، الذي منحها القوة وبالمقابل منحته الحب والهيام. قدرتها على فن التشخيص لأدوار مركبة ليس وحده سر نجاحها بل أيضا الالتزام والأخلاقيات المهنية العالية لأنها تدرك بوعي شديد أنها جزء من الكل، وأن نسج خيوط عرض مسرحي كما يتطلب مهارات فنية أيضا يتطلب انخراطا فعليا في خلق دينامية الجماعة التي هي أصلا عنصر من نجاح العمل أو فشله.
استطاعت أن تصنع لها مكانة متميزة في مسار الحركة المسرحية المراكشية أو الوطنية على حد سواء، إن لم تكن لها القابلية على التعلم وتقبل واستقبال المعرفة وهي الشخصية العصامية، فكان قدرها الجميل أن عملت إلى جانب أسماء رصعت سماء الفن ببلادنا، ومنهم من اختفى قصرا أو طوعا، أسقت رحيق عطائها في البدايات ما بين عبد الكريم بناني وعبد العزيز الزيادي.
استكملت مسارها مع نخبة من الفطاحل، كعبد السلام الشرايبي ومحمد حسن الجندي إلى جانب محمد بلقاس، عبد الجبار لوزير، عبد الهادي ليتيم، مولاي أحمد بنمشيش، كبور الركيك، المهدي الأزدي، أحمد الشحيمة، أمنية الرشيش، زينب السمايكي، مليكة الخالدي، لطيفة بومديل، واللائحة تطول بطول مسارها المتألق .
كانت الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح المقام بمكناس، فرصة مواتية لتبادر وزارة الشؤون الثقافية، بتكريم فضيلة بنموسى واحدة من أهم نجمات المسرح المغربي، بعد مسار طويل إستلزم قرابة نصف قرن من الكد والاجتهاد، اعترافا لماقدمته للمسرح خلال مسارها الفني الحافل.